فكر

التاريخ التاريخ التاريخ، عليكم بمطالعة التاريخ!؟

  دون معرفة الماضي يستحيل فهم الحاضر!

سليم مطر ـ جنيف

آيار 2014

إذا كانت الثقافة شجرة عملاقة متعددة الأغصان المعرفية، فأن معارف التاريخ جذور الشجرة!!

لقد تعودت عندما التقي بمثقف مهما كان مستواه، ان اعرف مدى اهتمامه بمطالعة كتب التاريخ، وان امكن ان اشاهد مكتبته لمعرفة كم نسبة كتب التاريخ فيها.

لاني بتجاربي الطويلة بمتابعة المثقفين ومعرفتي الشخصية بهم، اقتنعت بان المثقف مهما كان متفقها في الادب والفن والسياسة والفلسفة والدين وووو.. ان لم يكن يمتلك رصيدا من القراءات التاريخية فأنه يبقى ناقصا وسطحيا وحتى ساذجا في جميع المعارف والمجالات الثقافية مهما ادعى اتقان معرفتها.

نعم ان التاريخ هو علم العلوم المعرفية:

لن تكون طبيبا مبدعا ناجحا، ان لم تكن تمتلك معرفة شاملة عن تاريخ الطب منذ الحضارات البشرية الاولى وحتى الآن.

كذلك الحال في مختلف المجالات العلمية والادبية والفنية.
كيف لسياسي مهما كان مخلصا لعقيدته وبلاده ان يقود شعبا لا يعرف تاريخه وتاريخ الشعوب المحيط به، والعالم عامة؟
كيف لشاعراو روائي او رسام ان يكون مبدعا اصيلا وهو لا يعرف تاريخ شعبه ومبدعيه وتنوع حضاراته وابداعاته على مدى التاريخ؟
مهما درست وعشقت مجالك الدراسي والابداعي والمعرفي، فانك ابدا لن تكون مبدعا في مجالك دون معرفة تاريخ هذه المجال وتاريخ المعارف الانسانية بشكل عام.

لا تظنوا ان التاريخ يعني فقط تاريخ الملوك والحروب.. بل التاريخ في كل المجالات. هنا في اوربا ثورة كبرى جارية في مجالات الدراسات التاريخية. إذ تظهر يوميا دراسات تاريخية عجيبة غريبة: تاريخ انظمة السجون.. تاريخ انظمة الزواج.. تاريخ انتاج العطور.. تاريخ دروب البحث عن الكمأ.. تاريخ الازياء..
تاريخ الكلاب والقطط. تاريخ الريف.. تاريخ الافرشة.. تاريخ الاسلحة.. الخ.. الخ..

ليس هنالك في اوربا بلدة واحدة لم يكتب تاريخها الطويل وتؤسس المتاحف عن ميراثاتها. لا يمر يوما واحدا دون صدور عشرات الكتب والافلام والمؤتمرات والدراسات عن تاريخ المسيحية والسيد المسيح والقديسين والطوائف والمذاهب القديمة والجديدة!

بمــــــاذا نبـــــــــدأ؟!

لمن يريد ان يبدأ فعلا بمطالعة التاريخ فعليه:
اولا وقبل كل شيء ان يطالع تاريخ بلاده بكل مراحله منذ ما قبل الحضارة وحتى الحاضر. ليس فقط التاريخ الرسمي السائد، بل ايضا تاريخ الجماعات القومية والدينية والطوائف والقبائل وجميع الاقليات التي تتاشرك في الوطن..

ثم تاريخ المنطقة والاوطان المحيطة ببلاده.. ثم تاريخ العالم اجمع..

نعم: إن كانت الثقافة شجرة عملاقة متعددة الأغصان المعرفية، فأن معارف التاريخ جذور الشجرة!!

ودون معرفة الماضي يستحيل فهم الحاضر

ــــــــــــــــــ

لمن يهتم بمعرفة تاريخ العراق بجميع مراحله نقترح كتابنا هذا:
http://www.salim.mesopot.com/index.php?option=com_content&view=article&id=120:2013-08-26-10-39-00&catid=44:2013-08-26-09-42-50