هذا الموضوع لم يعتمد على اية مصادر لانه شخصي، نتيجة تفكير وحوارات وتجارب .

معانات الانسان بين فعل الميلاد وفعل الجنس!

الميلاد، اول صدمة انفصام وطرد يعانيها الانسان.

الجنس، هو الفعل الوحيد الذي يوحد الانسان جسديا وروحيا مع إنسان آخر!

الجنس  لدى الرجال، محاولة عودة الى رحم الامومة!

الجنس لدى النساء، نقيض المخاض، محاولة إعادة الطفل الى رحمها!

الجنس فعل حياة، وغريزته تنشط في ازمان المخاطر والحروب، كرد فعل على قلق الموت!

لماذا تتعارض المثلية الجنسية مع الوظيفة الغريزية للجنس؟

سليم مطر ـ جنيف

flammes jumellesere

اولى الصدمات النفسية الكبرى

هنالك ذاكرة غريزية(جينية) موروثة تتحكم بجميع الكائنات الحية. وهي مثلا، التي تجعل النحل يبني خليته دون ان يتعلمها من اسلافها. والطيور تهاجر الى نفس الاماكن دون ان تتعلم ذلك من اسلافها.

كذلك البشر، يحملون في جيناتهم ذاكرة غريزية خاصة بجنس النساء، وأخرى خاصة بجنس الرجال. وهذه الذاكرة الموروثة تحدد وظائفهم وشهواتهم المختلفة والمتكاملة التي تجعلهم يتجاذبون ويتناقضون بنفس الوقت. وهذا التناقض والتجاذب هو المحرك الفعال بين النساء والرجال لكي يستمر تناسل الجنس البشري.

     صدمة الميلاد

  ان ساعات ميلاد الانسان وطرده من رحم امه، تعتبر اولى الصدمات النفسية المفجعة، لانه باضطراره لهجر رحم امه، فأنه يهجر حالة الانسجام الداخلي الذي ظل يعيشها لأشهر حيث عالم الفقدان في بدن وروح الام.  فخروجه الى الدنيا يعني انفصاله عن جسد امه ومواجهته لحقيقة انه يمتلك جسدا مستقلا خاصا به عليه ان يحميه ويرعاه، وان يواجه الحياة ويتطبع على مناخها وظروفها، وأن يكافح لبناء حياته الخاصة به. لهذا تراه يصرخ بألم وغضب وخوف، مثل الانسان المطرود من الجنة. فيبقى لأشهر وسنوات وهو يتمسك باثداء وجسد امه، وكأنه يريد العودة الى (بيت الرحم) أي بيت الانسجام المطلق.

   الفعل الجنسي، فعل توافق كامل بين الجسد والروح

ان قيمة واهمية الفعل الجنسي لانه الفعل الوحيد الذي يتمكن بواسطته الانسان(رجل او إمرأة) ان يوحد جسده مع جسد انسان آخر، بدرجة تكاد أن تقارب توحده السابق مع جسد امه. جميع الافعال البشرية مهما كانت لا تقتضي تداخل جسدين، الا الفعل الجنسي، حيث تتشابك الاعضاء وتستخدم الحواس الخمس(السمع واللمس والبصر والذوق والشم) كلها بآن واحد، بالاضافة الى الحاسة السادسة:

(الروحية)، أي الاحساس بان روحه تتلاحم ايضا مع روح شريكته او شريكها.
لهذا فأن الفعل الجنسي الكامل هو الذي يسبقه ويصاحبه انسجام الروحين من خلال مشاعر المحبة والرضى. ان الفعل الجنسي الخالي من المشاعر والقائم على اساس البغاء او الغصب، يمنع من الالتحام الفعلي للجسدين لعدم تمكن الروحين من التفاهم والانسجام.

Qm0cuiQ8X8JeKQqyDhfCb9CQ9EA

   لماذا المثلية الجنسية تتعارض مع الحاجة الغريزية

ان مشكلة المثليين جنسيا(أي الممارسة بين الجنس الواحد)، ليست بسبب النواحي الأخلاقية أو الدينية أو إلاجتماعية، بل هي خصوصا بسبب نفسي عميق، لأنها تتعارض مع الغاية الغريزية للفعل الجنسي. أن الغاية العميقة للفعل الجنسي لدى الرجل هي الرغبة الدفينة منذ الميلاد بالعودة الى رحم امه. أي انه فعل معاكس لصدمة الميلاد. لهذا فأنه حينما يمارس مع المرأة، كأنه يقوم غريزيا بمحاولة زرع جنين في رحم المرأة. كأنه بذلك يعود هو بنفسه الى بطنها.

لهذا فان الفحيح الجنسي لدى الرجل اقرب الى فحيح الغضب والتحدي، لانه يستذكر غضب ميلاده وطرده من جنة الامومة.

اما المرأة، حتى وإن لم تعرف الولادة والمخاض بنفسها، فانها ذاكرتها الغريزية الامومية تجعل احساسها بالفعل الجنسي مختلف تماما عن الرجل. انها من خلال استقبال الرجل وإدخال جزء منه فيها ومعانقته بقوة، كأنها تحاول غريزيا ان ترجع جنين الى بطنها. أي انه فعل معاكس للمخاض. لهذا فأنها مهيئة نفسيا وجنسيا ان تستقبل الرجل ليزرع فيها نطفة الجنين وتحمله لتسعة اشهر وترضعه وترعاه لاعوام.

وهذا السبب الذي يجعل الفحيح الجنسي لدى المرأة اقرب الى الالم والبكاء لانه يذكرها بمعانات الأم اثناء المخاض والولادة.

لهذا السبب بالذات فان المثلية الجنسية لا يمكنها ان ترضي الوظيفة الغريزية للفعل الجنسي الحقيقي الذي يشترط وجود رجل وإمرأة. وهذا سر معانات المثليين وتوترهم الدائم مثل الذي يضطر ان يسير بقدمين متشابهين بنفس الاتجاه.

نعم ان فعل الجنس والميلاد، فعلان متناقضان متكاملان متعاقبان، مثل الليل والنهار.الجنس محاولة عودة الى ما قبل الولادة الى قبل الحياة ، الى الانساجم الجنيني المطلق ، اما الميلاد فخروج من رحم الام الى الحياة.

الميلاد هو تمايز الجسد عن الروح.. انفصال الفرد عن الاصل، طرد الجنين من جنة الامومة.

أما الجنس فهو توافق الجسد والروح.. توحد الفرد والواصل.. عودة الجنين الى جنة الامومة..

نعم ان الجنس فعل حياة، لهذا فأن غريزته تنشط في ازمان المخاطر والحروب، كرد فعل على قلق الموت!