الامة العراقية: ماذا تعني؟

 

 

              تعالوا شاركونا مشروع احياء هويتنا المنسية

 

 

جنيف حزيران 2011

/

 

يتصور البعض ان (الامة العراقية) مجرد تسمية جديدة لا تختلف عن تسميات( شعب) و(مجتمع)، وغيرها. من المعلوم ان تسمية (امة) حسب المتفق عليه اكاديميا، تعني معا: (الوطن والدولة والشعب). الامة يمكن ان تتكون من قوميات ولغات واديان ومذاهب مختلفة، كما هو حال 80% من بلدان العالم، مثل فرنسا وانكلترا واسبانيا وامريكا وايران وافغانستان ومصر، وغيرها وغيرها، فهي تعتبر نفسها

(NATION  امة)،

لانها رغم الاختلافات المحلية الا انها تجتمع في: وطن واحد ودولة واحدة وانتماء تاريخي وثقافي وضميري مشترك. لهذا من الخطأ الكبير القول: (امة عربية او امة كردية او امة اسلامية)، فلا يكفي اللغة او الدين، وحدها لتكوين امة، بل هنالك شرط: الوطن المشترك والدولة الواحدة والانتماء التاريخي والضميري المشترك.

ما هو مشروع الامة العراقية؟

اذن (الامة العراقية) ليست تسمية سياسية شعاراتية مثل غيرها، بل هي تسمية لمشروع حضاري متكامل من اجل رد الاعتبار لهذه الحقيقة المنسية من قبل جميع الاحزاب العراقية منذ قرن وحتى الآن:

ان العراق امة متكاملة بوطن واحد موجود منذ آلاف السنين صنعته الجغرافيا الطبيعية تحت اسم(بلاد النهرين). في هذه الارض قطن العراقيون وعاشوا واستمروا وسيبقون الى الابد. وهم مثل كل امم العالم، تغيرت لغاتهم واديانهم ومذاهبهم، ولكنهم بقوا كشعب يعيش على ارضه ويطمح الى سلامته وكرامته.

 

التيارات العراقية الرافضة لوحدة وكرامة العراقيين!

ـ لنأخذ التيار القومي ـ البعثي: فهو رفض تماما الاعتراف بالوطن العراقي واعتبره مصطنعا من قبل الاستعمار. ودعى الى الغاء العراق وضمه الى (الوطن العربي الام)! بالاضافة الى انه قسم العراقيين قوميا وعنصريا وخلق التناحرات القومية بين العراقيين وخصوصا ضد الاكراد والتركمان. وبنفس الوقت هو احتقر تاريخ العراق القديم وحاول ان يجعل العراقيين الاوائل كجماعة مهاجرة من الجزيرة العربية. ثم ايضا من منطق قومي عنصري، شوه الجزء الاعظم من الابداع العراقي في العصر العباسي معتبرا اياه ظلما وعنصرية بانه ابداع شعوبي اعجمي.

ـ اما التيار القومي البعثي الكردي، فهو قد قلد حرفيا طروحات البعث العربي، ولكن على الطريقة الكردوية، حيث ظل ولا زال يطالب ويعمل على تدمير العراق وتقسيمه وبث الفرقة والعنصرية والحقد ضد باقي  العراقيين وخصوصا ضد العرب والتركمان.

ـ اما التيار الماركسي ـ الشيوعي، فانه جهد ولا زال بكل امكانياته الاعلامية والثقافية الى رفض وحدة الوطن العراقي من خلال تردديه الخبيث لشعار(حق تقرير المصير) وكأن العراق مثل بريطانيا العظمى، هو امبراطورية استعمارية تضم شعوبا مضطهدة مستعمرة يتوجب تحريرها من الاستعمار العراقي!!!

بالاضافة الى ان هذا التيار الحداثي بحجة التقدمية والتطور ومكافحة الرجعية والتخلف، ربى الاجيال العراقية على احتقار كل ما هو تراث وتاريخ وطني، وخصوصا الدين والتقاليد الشعبية، بحجة انه ماضي رجعي قديم لا نحتاجه. بل الانكى من هذا انه اختصر تاريخ الحضارة العباسية العراقية بكل ابداعها الحضاري العالمي، الى مجرد مذابح ضد المثقفين والعبيد او فيما يسمى ب(ثورتي الزنج والقرامطة).

ـ اما التيار الاسلامي، فيكفينا انه كان ولا زال تيارا طائفيا متعصبا بشقيه الشيعي والسني. ومهما ادعى زيفا بالوحدة العراقية فأنه يناقض نفسه تماما مادام هو حزبيا وعقائديا ينتمي الى طائفة وليس الى جميع المسلمين العراقيين. ثم ان هذا التيار، اشاع الاحتقار لكل ما هو عراقي، ليس باسم الحداثة طبعا، بل باسم العودة الى السلف الصالح! حتى الملابس  الشعبية للنساء العراقيات تعتبر مرفوضة لانها لا تجاري الثياب العسكرية والنقابية الاسلامية. ثم ان هذا التيار يحتقر ويرفض كل تاريخ العراق القديم بحجة انه تاريخ(وثني)! اما بالنسبة لحقبة الحضارة العباسية العراقية، فان الشيعة اختصروها بمذابح العلويين، والسنة اعتبروها شعوبية فارسية!!