كفاح اهل العراق، قبل الاسلام، ضد الاحتلال الفارسي المجوسي!

 26 santi martiri giapponesi

لقد احتل (الساسانيون الفرس) ­(بلاد النهرين ـ العراق) بعد ان اسقطوا (الدولة الفرثية ـ الايرانية ايضا) التي كانت مسيطرة على المنطقة. دامت الدولة الساسانية بين(226 – 651 م) حيث انتهى احتلالها في (معركة القادسية: 636 م ) جنوب العراق. (الساسانيون) اول من اختار المجوسية كديانة رسمية لدولتهم، فجدهم الاول(ساسان) كان كاهنا للمعبد المجوسي في فارس.([1])

ساسانيون

خارطة الدولة الساسانية مع الدولة البيزنطية الرومية، وبداية الخلافة الاسلامية

بسبب جبروت وقسوة (الدولة الساسانية) واعتمادها على محاربين اشداء من المرتزقة المتطوعين من جميع الشعوب الخاضعة لها في ايران وتركستان وافغانستان وارمينيا([2])، فان (اهل النهرين) فضلوا عموما مقاومة الاحتلال عن طريق النهوض الثقافي وتطوير وفرض (هويتهم الخاصة) لغويا ودينيا واجتماعيا، كالتالي:

1ـ المقاومة الثقافية بواسطة اللغة(الآرامية ـ السريانية):

كتاب سرياني

من المعلوم ان(اهل النهرين) قد تبنوا بالتدريج وقبل سقوط بابل (اللغة الآرامية) الشقيقة للغتهم السابقة(الاكدية، بلهجتيها البابلية وألآشورية). وهي لغة قد فرضت نفسها على (اهل العراق والشام) لأنها اول من استخدم الكتابة الحروفية(الكنعانية) بدلا من المسمارية المعقدة. ثم اتخذت (ألآرامية) طابعا مقدسا لانها اصبحت اول (لغة مسيحية) حيث تكلم بها (السيد المسيح) ودونت فيها الاناجيل(بجانب اليونانية). وفيما بعد فضلت الكنائس تغيير التسمية الى (السريانية) أي(السورية) تجنبا لتسمية(الآرامية) التي ارتبطت بالوثنية.([3])

وكعادتهم دائما، تمكن (اهل العراق) من نشر (لغتهم السريانية) بين جميع شعوب (الامبراطورية الساسانية) من حدود الهند حتى النهرين. وكان ايمانهم المسيحي هو السبب الاول للتمسك بلغتهم السريانية المقدسة، ونشرها مع المسيحية والتبشير بها. اصبحت السريانية لغة الثقافة الاولى والاساسية حتى بين الفرس انفسهم، حيث دونت فيها المئات من الكتب المسيحية والادبية والموسوعية والفلسفية وغيرها، ولا زالت متداولة حتى الآن([4]). اما اللغة الفارسية(البهلوية) ورغم سيطرة الفرس على الدولة والدين المجوسي، إلا انها فشلت ان تكون (لغة ثقافية) وبقيت محصورة في الامور الادارية للدولة. والاكثر من هذا أنها صارت تابعة ثقافيا وكتابيا للغة السريانية، حيث تبنت كتابتها وقواعدها وحتى مفرداتها بصورة متطرفة وغريبة وحتى مضحكة: فمثلا انهم يكتبون بالسرياني(ملك ملكا) التي تعني(ملك الملوك)، لكنهم يلفضونها بالفارسي(شاهنشاه)، وهكذا دواليك!!([5])

والاكثر غرابة ان تلك الحقبة التي دامت عدة قرون لم يتم العثور حتى ألان على أي كتاب مدون بلغتهم(البهلوية)، فحتى (كتاب الافستا ـ الابستاق) المجوسي لم يتم العثور على اية نسخة قديمة له، فتحججوا بانه تم اتلاف جميع نسخه بعد الفتح العربي الاسلامي!؟ ولكنهم في القرن الرابع الهجري، ولمواجهة اكتساح الاسلام للمجوسية، إضطروا الى تدوين كتابهم المقدس، حيث وضعوا فيه الكثير من النصوص المقتبسة من العربية والسريانية، مدعين بأنها نصوصا مجوسية قديمة؟؟!! كما يبدو ان السبب يعود الى ان المجوسية ديانة شفاهية، حيث يرفض (الموابدة ـ الكهنة المجوس) تدوين نصوصهم كي لا تشيع بين العامة، ولكي تبقى المعرفة حكرا على النخبة الدينية وحدها.([6])

A block from the Paikuli Tower inscribed with Parthian language. Sassanian reign of Narseh late 3rd century AD. From Sulaymaniyah Iraq. Sulaymaniyah Museum

  هذا نقش ساساني بالخط السرياني. لم يترك الفرس طيلة الف عام من الامبراطوريات سوى نتف من النقوش عن امجاد الملوك والصلوات. بل حتى تاريخ هذه الدول الايرانية تمت كتابته بالاعتماد على مصادر وشهادات سريانية ويونانية ثم عربية

ولهذا السبب بالذات تمكنت (المسيحية) من الانتشار بين شعوب الامبراطورية بسبب تأكيدها على التعلم وجعل الكنائس اماكن معرفة ودراسة لجميع الناس([7]). ولهذا السبب(التعليمي الحضاري) ايضا انتشر (الاسلام) فيما بعد بين الايرانيين وباقي الشعوب، وانحسرت (المجوسية) الى اقلية منعزلة.([8])

2ـ المقاومة الدينية المسيحية للقمع والمذابح المجوسية:

دير مار متي

دير (الشهيد مار متي) في الموصل

بدأت المسيحية تنتشر في(بلاد النهرين) منذ القرن الاول الميلادي قادمة من سوريا. وبالتدريج راحت تحل محل الديانة العراقية القديمة:(عباد النجوم والخصب). وخلال قرنين اصبحت المسيحية ديانة الغالبية الساحقة من العراقيين(كذلك غالبية سكان العالم العربي الحالي: الشام ومصر وشمال افريقيا، وبعض نواحي الجزيرة العربية)، وانتشرت الكنائس السريانية من شمال العراق الى جنوبه، بما فيه (الاحواز) ([9])، مع اقليات من اليهود والصابئة والمانوية( اتباع ماني البابلي). وجميع هذه الطوائف لغتهم اليومية والدينية هي السريانية. وكان هنالك اساقفة(مراجع) للقبائل العربية المستوطنة غرب الفرات، في (الكوفة والحيرة) ومن اشهرهم(جورج اسقف العرب) الحكيم الذي له عدة كتب بالسريانية.([10])

وقد سميت كنيسة العراق ب(كنيسة كوخا) لان مقر (الجاثليق: المرجع الاعلى) في منطقة(الاكواخ) التابعة لـ (قطيسفون: المدائن: جنوب بغداد الحالية)، التي تُعتبر عاصمة العراق وبنفس عاصمة الامبراطورية ومقر الملك الفارسي! وقد توسع النشاط التبشيري للكنيسة العراقية في داخل ايران نفسها واعتنق المسيحية العديد من النبلاء ومن العائلة المالكة الساسانية. بل حتى احدى زوجات(الملك شابور) المسماة(واسطاسا) التي تم اعدامها. ([11]) كذلك(إفراهاط الحكيم الفارسي: 270ـ 346م) الذي عاش في (اربيل) وتحول من المجوسية الى المسيحية، ودون كتبه الروحية بالسريانية. لقد نشر المبشرون من (بلاد النهرين) مسيحيتهم في عموم آسيا، ولا زالت الكنائس السريانية في مدن الهند(كيرالا ومالانكار). وكذلك بواسطة(مدينة الحيرة) نشر المبشرون المذهب المسيحي النسطوري في عموم الجزيرة العربية حتى اليمن. ([12])

الاضطهاد الاربعيني واعدام (الجاثليق : المرجع المسيحي الاعلى)!([13])

الكنيسة الحمراء

كنيسة الحمراء في كركوك، وقد شيدت على مقابر آلاف الشهداء المسيحيين من اهل المدينة ومعهم ايضا شهداء العسكر الساساني الذين اعدموا بسبب اعتناقهم المسيحية!

كالعادة، منذ نهاية بابل في القرن السادس وحتى الآن، فان العراق ارض للنزاع بين قوتين متنافستين لاحتلاله، اولهما ايران والثانية (بيزنطة، الاناضول أي تركيا). وقد بدأ اضطهاد المسيحيين في العراق بسبب اعلان الامبراطور الروماني قسطنطين تبنيه للمسيحية في عام 312 م. وهذا ما زرع الخوف لدى الملك الساساني(شابور الثاني 309 – 379)، من تعاطف المسيحيين مع خصمه الروماني الذي يحتل الشام والاناضول وباقي المتوسط. فقرر، بدفع من الكهنة المجوس، فرض (جزية) باهضة على المسيحيين، والحجة الرسمية العجيبة:((لأنكم ساكنون في ارضنا وموالين لمذهب عدونا القيصر))!؟([14]) ولما رفض(الجاثليق مار شمعون بر صباعي)، الترجمة الحرفية:(المرجع السيد سميع بن الصباغ). واصله من (ميسان)جنوب العراق، تم قطع رأسه(رغم ان عمره يتجاوز 100 عام) مع 109 مع كبار القسس، في يوم1 نيسان من عام 341م. واعتبرت الكنيسة ذلك(يوم شهداء المسيحية). وقد استمرت المجزرة حوالي اربعين سنة حتى وفاة (الملك شابور الثاني). وحسب المصادر المسيحية فأن عدد الشهداء بين 10000-16000 من المسيحيين في العراق وباقي انحاء الامبراطورية. وكان بينهم العديد من الشهيدات القديسات، ومن اشهرهن اخوات(المرجع شمعون): (طربو واختها وخادمتها) اللواتي تم الحكم باعدامهن من قبل (زوجة الملك) التي اتهمتهن بسحرها والتسبب بمرضها، انتقاما لأخيهن الشهيد. فأمرت بتقطيع جثثهن وتعليقها في الطريق الذي تسير فيه كي ينتهي السحر! بالاضافة الى الكثير من الشهيدات القديسات، مثل: (تقلا، ماما، مزَحيا، وحنة.. وغيرهن..) من مختلف مناطق العراق. ([15])
وكان القمع اشد ضد المجوس الذين كانوا قد اعتنقوا المسيحية، امثال الشهداء:(افراهاط الحكيم)، و(طهمزكرد) المسؤول العسكري وجلاد مسيحي كركوك. و(الشهيد كوشتازاد) رئيس حجاب الملك. وطبعا العقاب اشد ضد المسيحيين الذين كسبوهم للدين.([16])

ان تراكم حملات الاضطهاد هذه وما خلفته من كوارث، خلقت ادبا سريانيا عراقيا مكرسا لسرد سير الشهداء والاحتفال السنوي بذكراهم. ومنها سادت تسمية عن (كنيسة بلاد النهرين): (كنيسة الشهداء). ومن المعقول ان هذا التراث المسيحي العراقي الاستشهادي، قد استمر بصورة او اخرى في تراث(الشيعة) المعتمد على تقديس شهداء كربلاء وباقي الائمة.

ـ إلديانة المانوية، وإعدام النبي(ماني البابلي):

mani

ماني البابلي كما تم وصفه حسب شهادات المؤمنين

المانوية -أو المنانية كما ذكر ابن النديم في الفهرست - ديانة تنسب إلى (ماني البابلي: 216ـ277م) المولود في مقاطعة (بابل) وسط العراق. كان من عائلة تنتمي لطائفة(الصابئة) او شبه مسيحية(الاحناف او الكسائية)، ثم تأثر بالبوذية بعد زيارة الهند، واعلن ديانته التي تجمع بين العرفانية والمسيحية مع فكرة تناسخ الارواح الهندوسية، وتعتمد (مبدأ المثنوية: ثنائية النور والظلام= الخير والشر= الروح والبدن). وقد لقّب نفسه في كتبه: (ماني حيا= manichaeis أي ماني الحي) وقد (بعثني الله الى بابل). والف عدة كتب جميعها باللغة السريانية، وزينها بنفسه برسوم ملونة تعبيرية(منمنمات). ولكن الكهنة المجوس قد ادركوا خطره على دينهم بسببه انتشاره السريع بين الناس من جميع الاقوام، في العراق، ثم في ايران وتركستان والهند حتى في الصين، مع شمال افريقيا واوربا. اخيرا حكم عليه الملك (بهرام) بالاعدام وعلق اجزائه على ابواب (مدينة العابات ـ جندشابور) في الاحواز([17])

(الاحواز) دورها المسيحي والعلمي باللغة السريانية!

الاحواز

بما ان (الاحواز، المحتلة من قبل ايران منذ 1925) جزءا من السهل الجنوبي لـ(بلاد النهرين)، فانها منذ فجر التاريخ وحتى الآن، مرتبطة سكانيا وحضاريا بالعراق وبنفس حقبه التاريخية: 1ـ(الحقبة العيلامية) الشقيقة والمتداخلة مع (الحقبة السومريةـ الاكدية). 2 ـ (الحقبة المسيحية ألآرامية). 3 ـ(الحقبة العربية الاسلامية). وقد ظهرت فيها مدينة(جنديسابور) اهم مركز للحضارة السريانية، مسيحيا وعلميا، في الحقبة الساسانية وما بعدها.

بعد انتصار (الملك شابور) عام 259 م على (فاليران Valerianus) ملك (الروم البيزنط) في مدينة (انطاكيا)(المحتلة حاليا من تركيا ضمن لواء الاسكندرونة)، هي عاصمة (سوريا، وعموم الشام) ومقر (الكنيسة السريانية)، قام (الفرس) بأسر ملك البيزنط ومعه جيشه المتكون من اغريق وسوريين، وكذلك اسقف الكنيسة السورية (ديمتريان ـ Démétrianus) وألالاف من سكان انطاكيا من النخب الدينية والتعليمية. وتم نفيهم الى منطقة (الاحواز) جنوب العراق، وجعلهم يشيدون لهم مدينة على (نهر الكارون) اطلق عليها(جند شابور ـ معسكر شابور) ولكن اسمها السرياني(بيت لافات= العابات = بيت العيبة او الهزيمة)، وتقع الآن بين مدينة(ديزفول) شمال (الاحواز) و(محافظة ميسان العراقية). وقد استثمر (الفرس) ثقافة وعلوم الاسرى السوريون والاغريق بتشييد الكثير من المنشآت الهندسية مثل الخزانات والجسور، منها السد الضخم الذي لايزال قائما ويعرف بـ(سد الامبراطور) لان الامبراطور الاسير هو الذي اشرف على تشييده.([18])

زقورة عيلام

زقورة عيلامية في الاحواز، طبق الاصل من زقورات العراق القديم

مع الزمن اصبحت (اكاديمية جند شابور = جنديسابور ـ Academy of Gondishapur) مركزا للنشاط الديني المسيحي والعلمي باللغة السريانية بالاضافة الى الترجمة عن اليونانية. وفي سنة 489 م، هاجر اليها الكثير من اساتذة وحكماء(مدرسة الرها ـ شمال النهرين) ومقر الثقافة المسيحية السريانية، بعدما أغلقها الإمبراطور البيزنطي (زينون) لاعتناق أساتذتها المذهب النسطوري المرفوض. علما بأن(الفرس) في اول الامر قد رحبوا وشجعوا (المذهب النسطوري) في العراق والاحواز، لانه مخالف ومرفوض من مسيحية الدولة البيزنطية التي تحكم كل شرق البحر المتوسط(اليونان والاناضول والشام ومصر وشمال افريقيا). وتحولت (جندسابور) الى مركز ديني نسطوري اساسي مرتبط بمراكز (المدائن والحيرة والموصل)، وانتقل اليها الكثير من اساقفة الكنيسة النسطورية من العراق. وانشأ النساطرة فيها مستشفاً كبيراً(باميرستان)، ونشطت مدرستها خصوصا في مجالي الدين والطب. واستقبلت الكثير من العلماء والاساتذة اليونان والهنود والفرس. وفي عهد (كسرى ـ خسرو الأول 531-579 م) الذي كان معجبا بالثقافة الإغريقية تم الترحيب باساتذة مدرسة(اثينا) التي أغلقه (الامبراطور البيزنطي جستنيان). ومن الغريب ان هذه المدينة اصبحت ايضا مقرا لاشهر الاعدامات وقطع اعناق الزعماء الدينيين من بلاد النهرين، ومنهم(النبي ماني البابلي: اعدم عام276 م ) واسقف عموم كنائس النهرين(مار شمعون بر صباعي : اعدم عام 344م).([19])

مدرسة جندشابور

من بقايا مدرسة جندسابور(بيت العابات)في الاحواز. نمط البناء طبق الاصل من المآذن العراقية

وقد استمر النشاط المعرفي السرياني لهذه المدينة الاحوازية السريانية، حتى الدولة العباسية حيث بدأ يضعف بسبب هجرة العلماء والاساتذة الى (بغداد) التي اصبحت مركز المعرفة في العالم الاسلامي.

من الاطباء الاحوازيين السريان الذين اتو من (جندسابور) وخدموا في (دمشق)لدى الخلفاء الامويين (أمية ابن أثال) و(أبا الحكم) و(حكمًا الدمشقي) و(تياذوق). اما في الحقبة العباسية، فبرز في بلاط الخلفاء في (بغداد)، اطباء نساطرة من الاحواز، امثال(جورجيس بن بختيشوع) وبعده ابنائه (جرجيس وجبريل). ثم تلاميذهم (إبراهيم) و(سرجيس) و(عيسى بن شهلانا) و(بختيشوع بن جبريل)و(سابور بن سهل)، والطبيب والحكيم الشهير(يوحنا بن ماسويه)، و(دهشاك) وابن اخيه(ميخائيل)، و(عيسى بن طاهر بخت)، وغيرهم الكثيرون من علماء الاحواز المسيحيين السريان.([20])

3ـ المقاومة السياسية: (دولة الحيرة، حامية المسيحية)، وإنتصار (معركة ذي قار)!([21])

دولة المناذرة

نشأت هذه الدولة التابعة للامبراطورية الساسانية، في (مدينة الحيرة ـ بمعنى الحارة بالسرياني)، على الفرات بمحاذات (الكوفة والنجف) وقريبة على (بابل) القديمة. وقد شمل سلطانها تقريبا جميع جنوب غرب العراق. وسكانها مزيج من الآراميين(العباد) والعرب(المناذرة التنوخيين)، ولكن السريانية كانت لغتها الرسمية. وقبل انتشار المسيحية فيها، كانت مركزا اساسيا لـ(الديانة المانوية البابلية)، ثم اصبحت مركزا للمسيحية، بعد (المدائن).

من بقايا الحيرة قرب النجف

من آثار الحيرة

ومن اشهر ملوكها (النعمان بن المنذر) راعي المسيحية وابنته(هند) التي اصبحت راهبة وشيدت ديرا خاصا بالنساء قرب النجف. واشتهرت بكثرة كنائسها واديرتها التي بلغت العشرين. واستقر فيها الكثير من زعماء المسيحية هربا من الاضطهاد الفارسي. اما مقبرتها فقد دفن فيها العديد من كبار الكهنة والقديسين. وقدمت الحيرة كذلك الكثير من المبدعين في الفترة العباسية، امثال الطبيب والمترجم المسيحي(حنين بن اسحاق العبادي: قرن 9 م)، ثم ابنه (إسحاق بن حنين) وابن أخته (حبيش بن الأعسم).([22])

                                                                            معركة ذي قار

العراق

ليس هنالك اتفاق على مكان معركة ذي قار. ولكن المؤكد انها ضمن دولة الحيرة، اي جنوب غرب العراق، بين النجف والبصرة. من المؤسف ان فضائية العربية السعودية وبعض الجهات القبائلية جهدت اعلاميا لتصوير مكان المعركة في السعودية بين قبائل من الجزيرة والفرس. وهذا تزوير للتاريخ وطموح عنصري باسم العروبة ضد التاريخ العراق..

وكان سببها أن (الملك كسرى) قد غضب على ملك الحيرة (النعمان بن المنذر) وكان مسيحيا نسطوريا، لانه رفض تزويجه ابنته( هند) فسجنه واعدمه في حدود 609م. بعدها رفض(هانئ بن مسعود الشيباني) امير (بنو شيبان وبنو بكر) الذين يقطنون بين (البصرة وذي قار)، تسليم ودائع وعائلة(الشهيد النعمان)، فبعث اليهم(كسرى) جيشا لمعاقبتهم، وجرت المعركة(في منطقة ذي قار)، وانتهت بانكسار الجيش الساساني وانتصار اهل العراق المسيحيون. علما بأن السيدة (هند بنت النعمان) قد ترهبت في دير مسيحي شيدته (بين الحيرة والكوفة)، واصبحت شخصية معروفة بين العرب كشاعرة وقديسة. وبعد الفتح الاسلامي، اعتذرت عن الزواج من قادة المسلمين الذين طلبوا يدها.

بما أن (معركة ذي قار) قد جرت قبل الفتح العربي الاسلامي ببضعة سنين، فهي التي منحت الثقة للعرب بامكانية محاربة الفرس والانتصار عليهم، ومهدت لـ(معركة القادسية: 636 م)، اللتي انهت تماما الاحتلال الفارسي، على يد الجيش العربي الاسلامي وحلفائه من اهل العراق، عرب وسريان.([23])

للأنصاف التاريخي يتوجب اعتبار(معركة ذي قار): اول انتصار عراقي مسيحي على الفرس المجوس.. ومن الخطأ اعتبارها فقط فقط : (اول انتصار عربي على الفرس)! لأن الجيش المنتصر، لم يكن من(بدو الجزيرة العربية) كما اوهمونا، بل كان من اهل العراق(عرب وسريان) المستقرين والمتحضرين والمعتنقين للمسيحيةّ!

 لماذا خضع العراق لاحتلال الفرس لاكثر من الف عام؟!

دون معرفة تاريخ العالم، لا يمكننا فهم تاريخ بلادنا...

حتى العصر الحديث، بقيت غالبية بلدان الارض خاضعة لقوى اجنبية لا تمثل شعبها. وهذا ينطبق بالذات على البلدان التي لم تساعدها الجغرافيا على حماية نفسها من الاجتياح الاجنبي، فهي اما سهول او سواحل بحرية مفتوحة يسهل الدخول اليها. فمثلا ان (اليونان) منذ نهاية دولة الاسكندر في منذ القرن الثاني ق .م خضعت لاحتلالات اجنبية متنالية لحوالي 2000 عام: رومانية، بيزنطية، عثمانية، حتى القرن التاسع عشر، حيث استقلت بفضل الحماية الاوربية.
نفس الحال بالنسبة لـ(منطقة الشام) و(مصر)، التي منذ القرن الخامس ق.م استمرت محتلة: يونان ثم رومان ثم بيزنط حتى الفتح العربي، وبعدها بدأ حكم السلالات التركية والمملوكية والعثمانية، حتى استقلالها بزعامة (محمد علي باشا).
(الهند) نفس الحال، بقيت خاضعة لاحتلالات اجنبية متتالية لحوالي الفي عام: عرب، اتراك، مغول، ثم انكليز.. حتى الاستقلال بقيادة غاندي.
لهذا، فأن حالة (العراق) طبيعية وقد عاشتها غالبية دول العالم، من حيث خضوعه للاحتلال الفارسي لحوالي الف عام، ثم بعد نهاية الدولة العباسية والعاصمة بغداد عام 1258 خضع للمغول ثم التركمان ثم العثمانيين، حتى قيام الدولة المستقلة عام 1921. ان السبب الاول والاكبر يعود الى جغرافيا العراق: بلد خصب بنهرين وفيرين، ولكنه ارض سهلية مفتوحة محاطة بهضاب جبلية: (ايران) و(الاناضول)، وبوادي كبرى من الغرب والجنوب.

المصادر والملاحظات

ملاحظة: لمن يرغب الحصول بسهولة على المعلومات بخصوص موضوعات دراستنا، يمكنه استثمار الانترنت ووضع(الكلمة المعنية) في المبحث، كي تظهر العديد من المواضيع عنها، وبمختلف اللغات، منها الجاد والسطحي. فقط عبر المقارنة بين المواضيع وبعدة لغات، والتقصي ومطالعة ما بين السطور يمكن الحصول على الحقائق التقريبية المعتم عليها لاسباب عقائدية او عنصرية.

هذه بعض المصادر المكتبية التي اعتمدنا عليها:

[1] ـ عن الوضع زمن الساسانيين:

- كريستنسن، آرثر - ايران في عهد الساسانيين - ص 22– 23- 162 - دار النهضة - بيروت.

ـ تاريخ الكنيسة السريانيةـ جزء اول ـ الاب البير ابونا ـ ص 22ـ27 ـ دار الشروق ـ بيروت 1996

[2] ـ حول تنوع الاقوام التي يتكون منها الجيش الساساني:

ـ كانت فيه فرق عسكرية من مختلف الاقوام الخاضعة للامبراطورية، وكل فرقة تتكلَّم بلغتها، وتقاتل بأسلحتها وتتبع أساليبها الحربية الخاصة»[*]. و«من السجستانيين، وفرق من الأمم الجبلية المختلفة في القوقاز»[**]. و«كان يردف الجيش الإيراني وحدات من المرتزقة سوادهم من الأرمن»[***]. وكذلك المرتزقة من البحارة اليونان والفينيقيين[****]. ويذكر الطبري، ان هنالك كتيبتان  من العرب يقودها ملك الحيرة. [*****].

[*]ـ ديورانت، ول وايريل، قصة الحضارة، المجلد الأول، الجزء الثاني، ص 417، دار الجيل، بيروت، 1408هـ- 1988.

[**]ـ    كريستنسن، آرثر، إيران في عهد الساسانيين ، ص 199.

[***]ـ    بروى، إدوار، تاريخ الحضارات العام، المجلد الثالث، ص56، نقله إلى العربية يوسف اسعد داغر وفريد داغر، منشورات عويدات، بيروت-باريس، ط 1994، 3

[****]ـ    المرجع نفسه

[*****]ـ    الطبري، تاريخ، المجلد الأول، ص 405.

[3] ـ عن اصل تسمية السريان، هنالك دراسات كثيرة عربية واجنبية. من بينها دراسة مهمة ومفصلة يطرح فيها الباحث(اسعد صوما) احتمالات عدة عن اصل تسمية(سريان)، منها، من اسم (سوريا)، او من اسم (مدينة صور) اللبنانية لان المسيحيون الاوائل قدموا منها الى شمال النهرين: طالع: اسعد صوما: من هم السريان: مجلة الملحدين العرب: منشورة كاملة في الانترنت:

[4] ـ عن الآرامية ـ السريانية، وتأثيرها وانتشارها، طالع: كتاب مهم ودراسي مفصل:

اللغة الارامية واثرها في اللغتين العربية والفارسية/ مازن محمد حسين و اياد محمد حسين: مركز بابل للدراسات الحضارية والتاريخية / بغداد/ وهو ايضا موجود كاملا في الانترنت:

ويبين فيه المؤلفان انتشار الابجدية الارامية بين الكثير من لغات العالم ومنها الفارسية والهندية والتركية القديمة. كذلك كيف ان الكثير من الكلمات العربية، التي احتسبتها القواميس بانها من جذور فارسية، هي بالحقيقة (سامية ـ سومرية). مثل: آجر، ارجوان ، انجانة، اوزة، ايوان، بارية، بستوقة، تخوم، جاموس، جص، خان ، زنبيل.. وغيرها الكثير..

[5] ـ عن تاثير السريانية في الفارسية البهلوية، طالع كتاب: ايران في عهد الساسانيين/ ارثر كريسنر/ ص 35 و67 و 411

ـ كذلك: الموسوعة البريطانية britannica: Pahlavi alphabet

https://web.archive.org/web/20190330132108/https://www.britannica.com/topic/Pahlavi-alphabet

ـ كذلك موسوعة طهران بالفرنسية:

-Petite histoire de l’écriture en Iran/ Revu TEHRAN/ Arefeh Hedjazi

http://www.teheran.ir/spip.php?article1694#gsc.tab=0

كل الاثار التي وجدت بهذا الخط البهلوي، هي عبارة عن نقوش متفرقة على (النقود)، و(الأواني)، وجرافيتي، والعديد من المنتجات الحرفية. وكذلك كتب الزرادشتية الموسعة بالفارسية الوسطى.

   ـ يذكر الباحث الايراني في جامعة طهران، (محمود جعفري دهقي) في كتابه: «دلیل النقوش الفارسية الوسطی (البهلوية الساسانية)»: انها كل ما تم العثور عليه من الكتابة البهلوية هي نقوش منتثرة: (مثل نقش رستم في كازرون ومعبد زرادشت في سرمشهد كازرون واقليد وبيشابور وكرمانشاه ورادكان في كركان وفي القوقاز وحتی الصين...كتبت من قبل الملوك والقادة وكذلك التجار والمسؤولين واخيرا النقوش الموجودة علی شواهد القبور.

[6] ـ طالع مثلا كتاب:

ـ ارثر كريستن ص 131، يؤكد ان كتاب المجوسية قد دون في القرن التاسع م، اي بعد الاسلام بثلاثة قرون.

كذلك ـ خرافة الوحى والنبوة والتوحيد فى الديانة الزرادشتية/ د. خالد كبير علال/ص 17ـ 19

عن احتقار الفرس للكتابة، يقول المؤرخ(ايفار ليسنرIvar Lissner) في كتابه المعروف والمترجم(الماضي الحي): ان الفرس كانوا ينظرون الى الكتابة على انها مهارة لا تليق بالرجال، إذ كانت الحرب والصيد والحريم اهم في نظرهم من الكتابة... وان ما يسئ الى سمعتهم هو ان يحطوا بأنفسهم الى درك وضع مؤلفات ادبية. ولهذا فانهم لم يخلفوا لنا سجلات مكتوبة ذات شان(ص 124)

ـ طالع كذلك: ايران في عهد الساسانيين(مصدر سابق): ص 400 و 407 و413

[7]ـ حول انتشار التعليم بواسطة الكنائس، طالع كتاب:
ـ ايران في عهد الساسانيين/ مصدر سابق ـ ص 35 و411.

حتى تاريخ الساسانيين اعتمد على مصادر سريانية:
ـ نفس المصدر السابق ـ ص 67

لمزيد من الاطلاع على تاريخ الادب السرياني في العراق وفي الشام، طالع كتاب:

ـ تاريخ الادب السرياني/ روبس دوفال ـ ترجمة لويس قصاب / بغداد 1992

ـ كذلك: تاريخ الكنيسة السريانية الشرقية/ مصدر سابق

منذ القرن الرابع م ظهرت اسماء لامعة في مؤلفات الادب السرياني، ومن اشهرهم: (أفرام السرياني، وبرديصان). وانوجدت في العراق، اكثر من خمسين مدرسة صغيرة وكبيرة، مثل مدارس: (الرها ونصيبين ـ شمال النهرين) و(جندشابور ـ الاحواز ) وقنسرين(سوريا). وفيها يدرس اللاهوت والفلسفة وعلوم الطب والفلك والفيزياء والرياضيات والطبيعيات والتاريخ والآداب وغيرها.

[8] ـ عن انتشار المسيحية بين نبلاء الفرس:

ـ ايران في عهد الساسانيين(مصدر سابق):399 و 410
     ـ من الطريف، ان الدولة الفارسية قد ساهمت بصورة غير مقصودة بنشر المسيحية في انحاء الامبراطورية، من خلال سبي الجاليات المسيحية السورية في انحاء الامبراطورية. طالع كتاب:
     ـ تاريخ الكنيسة السريانية ـ البير ابوناـ ص23 ـ 24

ـ كذكلك عن ضعف المجوسية وانهيارها قبل الاسلام: طالع: نفس المصدر السابق: ص431

[9] ـ عموما تسمى (كنيسة المشرق، او كنيسة بلاد النهرين Mesopotamia). لكن من المظالم والتشويهات الكثيرة التي يعاني منها تاريخ العراق، ان بعض المؤرخين الاوربيين وبدوافع عنصرية(آرية وصهيونية)، يستخدمون تسمية(كنيسة فارس، ومسيحيوا فارس)، لمجرد ان العراق كان خاضعا لامبراطورية الفرس!!؟؟

اما فروع هذه الكنيسة وتسمى(الابريشات)، فقد انتشرت في انحاء (النهرين) كالتالي:

1ـ( كنيسة سالوقيا ـ المدائن)، وهي الكنيسة العليا (البطريكية) ومقر(الجاثليق ـ المرجع الاعلى). وتتبعها عدة كنائس رئيسية: 2ـ (تكريت) وبلداتها. 3ـ (حدياب ـ اربيل) بلدات الزابين الأعلى والأسفل.4ـ(بيث عرباي ـ الموصل) وبلداتها. 5ـ(كرخ-سلوخ ـ كركوك)، 6 ـ (كشكر ـ الكوت) وبلداتها .7ـ (حيرتا ـ الحيرة). 8ـ(ميشان ـ ميسان) وبلداتها. 9 ـ (ابلة ـ البصرة) وبلداتها. 10 ـ ( بيث حوزاي ـ الاحواز) وبلداتها.

[10] ـ عن اساقفة العرب، راجع كتاب:

ـ حقائق الاسلام ـ عباس العقاد ـ ص 41.

[11] ـ عن حادثة اعدام شابور لزوجته المسيحية، طالع كتاب:
       ـ تاريخ الكنيسة السريانية الشرقية ـ الاب البير ابونا ـ ص 22.

[12] ـ عن افراهاط الحكيم الفارسي، طالع:

كتاب : أفراهاط الحكيم الفارسي/بولس الفغالي/ دار المشرق/ بيروت 2002

كذلك:

E. J. Duncan, Baptism in the Demonstrations of Aphrahat, Washington, 1945

[13] ـ حول الاضطهاد الاربعين: وقد ذكر المؤرخ السرياني(ماري بن سليمان)، ان الملك (شاهبور) خلال ما اطلق عليه (الاضطهاد الاربعيني) الذي دام اربعين عاما في القرن الرابع م، قتل حوالي مئة وستين الف في بلدات شمال العراق، واكثر من ثلاثين الف في بلدات الفرات.

عن كتاب: أدب اللغة الآرامية/ ص 413/ الأب ألبير أبونا

وقد اكد المؤرخ البغدادي العباسي (المسعودي) هذا الرقم(التنبيه والاشراف ص149).
كذلك طالع كتاب: شهداء المشرق/الأب ألبير أبونا  جزء اول/  ص 105 - 137.

[14] ـ كان نص رسالة(شابور الثاني) الى حكام بلاد النهرين:( حالما تتلقون هذه الرسالة تلقون القبض على شمعون رئيس النصارى، ولا تخلوا سبيله الا بعد ان يوقع على توقيعه على صك فيه يتعهد بأن يجبي ويدفع جزية مضاعفة من الشعب المسيحي الساكن في اراضينا و تحت سلطتنا فنصيبنا نحن الالهة متاعب الحروب، ونصيبهم الراحة والرفاهية. انهم ساكنون في ارضنا ولكنهم موالون لمذهب قيصر عدونا...)

كان جواب (مار شمعون): ( اني اسجد لملك الملوك واحترم امره قدر استطاعتي. الا ان ما يقتضيه مني امره ، فانه ليس من شأني ، كما تعلمون حق العلم، ان اطالب شعب المسيحي بجزية. لان سلطتي ليست على الامور المنظورة بل على غيرالمنظورة، ما يقتصيه الايمان وتعليمك الحق......)

من كتاب :شهداء المشرق ـ جزء اول ـ الاب البير ابونا ، ص 107

وهنالك مؤلفات عديدة لـ(مار شمعون): صلوات كنسية وتراتيل، وكتاب(كتاب الآباء) الذي ترجمه الى الالمانية المستشرق (ساخاو) ونشره في برلين عام 1885.

طالع : رايت،الوجيز في تاريخ الادب السرياني .دهوك،دار المشرق الثقافية،2012 ص27

عن دراسة للباحث (فؤاد يوسف قزانجي) بعنوان: الجاثليق شمعون بر صباعي
https://www.ishtartv.com/viewarticle,53726.html

كذلك ـ تاريخ الكنيسة السريانية ـ مصدر سابق ـ ص 35 ـ 44

[15] ـ عن استشهاد النساء القديسات، طالع كتاب:

ـ سبستين برك / قديسات وملكات/ دار قدمس/ حلب 2000

ـ ايران في عهد الساسانيين ـ ص 252 ـ 253

[16] ـ لازالت في كركوك كنيسة خاصة بشهداء تلك الحقبة، اسمها( الكنيسة الحمراء):

https://www.qenshrin.com/church/church.php?id=637#.Xf9l2UdKhRY

كانت كركوك تُسمى باسم (كرخ سلوخ ـ قلعة السلوقيين ـ اليونان ـ) . وقد شيدت فيها الكنيسة عند مقبرة (طهمازكرد) وهو القائد المجوسي الفارسي، الذي قام باعدام عدة الاف من مسيحي كركوك وضواحيها. لكن معجزة حصلت جعلته يعتنق المسيحية هو وجنوده، فتم اعدامه مع انصاره واصبح قديسا شهيدا. طالع كتاب:
ـ تاريخ الكنيسة السريانية/ ص74 ـ مصدر سابق.

[17] ـ عن المانوية طالع:

ـ درساتنا المفصلة المنشورة في كتابنا (الذات الجريحة) ص258ـ269:
يمكن مطالعته ايضا على هذا الرابط: http://www.salim.mesopot.com/images/stories/books/pdf/that_5.pdf

ـ هنالك شهادات سريانية تتحدث عن (ماني) بأنه يرتدي سروالا واسعا أصفر اللون وعباءة زرقاء وبيده عصا طويلة من الأبانوس، متأبطا على الدوام كتاب خطه بنفسه باللغة البابلية (وهي الأرامية المشرقية في ذلك الوقت) جميع كتبه بالسريانية، ولكن يعتقد بلا تأكيد، انه قد الف ايضا كتابا في مدح شابور الأول بالفارسية البهلوية. طالع:

 Mani: a religio-historical description of his personality. By L. J. R. Ort. Leiden, E. J. Brill, 1967. pp. 123–124.

[18] ـ عن عمليات السبي والتهجير نحو الاحواز، طالع كتاب:

ـ ايران في عهد الساسانيين: ص 115و 203 (وكان الاسرى اما يباعون كرقيق، او يتم سبيهم الى اماكن بعيدة).

كذكل ـ تاريخ الكنيسة السريانية ـ ص 22ـ24

[19] ـ عن نشاطات (جنديسابور) العلمية:
       ـ تاريخ الادب السرياني ـ ص 287 ـ روبنس دوفال (مترجم) ـ بغداد 1992

         ـ ايران في عهد الساسانيين: ص 407

[20] ـ عن اطباء جندسابور في العصرين الاموي والعباسي، طالع كتاب:
تاريخ البيمارستانات في الاسلام ـ احمد عيسى ـ ص 41 ـ 45 ـ القاهرة 2012

كذلك: ـ تاريخ الادب السرياني ـ ص 288 / مصدر سابق

ـ كذلك :

- Roshdi Rashed Histoire des sciences arabes, vol. 3 : Technologie, alchimie et sciences de la vie, Seuil, 1997

ـ من الامثلة الكثيرة على سؤ الفهم الحاصلة في تاريخنا العربي الاسلامي في العراق والاحواز، ما يخص احد علماء الاحواز المشهورين(نوبخت المنجم) ومن بعده ابنائه العلماء الذي ولدوا في بغداد. ان (نوبخت) الاحوازي، قد يصح ان اصله فارسي ومجوسي من الفرس المستوطنين في الاحواز، ولكن من الخطأ الاخذ حرفيا بقول (ابن النديم) في (فهرسته: ص 274) بأن (نوبخت) قد ترجم كتبه من الفارسية! فالمؤكد تاريخيا وحتى الآن اننا لم نعثر على كتاب واحد باللغة البهلوية ( لغة الفرس الساسانية قبل الاسلام)، وان الفارسية(بعد الاسلامية) لم تدون ويتم التأليف بها الا حوالي القرن الرابع هجري، وبدأت خصوصا مع(كتاب الفردوسي : الشاهنامة ـ حوالي 300 هـ). والتفسير الوحيد لسوء فهم (ابن النديم) يعود الى انه قد كتب فهرسته في القرن الحادي عشر، أي بعد اكثر من ثلاثة قرون على وفاة (نوبخت)، وبالتالي فأنه يجهل تاريخ(اللغة البهلوية)، وان (السريانية) هي التي كانت لغة الثقافة والعلوم في (الاحواز) كما في باقي (العراق)، وهذا يعني يقينا ان (نوبخت) قد ترجم كتبه من السريانية وربما اليونانية ايضا.

[21] ـ عن الحيرة:

- Yasser Tabbaa; Sabrina Mervin (28 July 2014). Najaf, the Gate of wisdom. UNESCO. p. 162

- Janine et Dominique Sourdel, Dictionnaire historique de l'islam, Éd. PUF

ـ عن اهمية (الحيرة ودولة المناذرة، وكذلك الانبار)، طالع كتاب : تأسيس الإسلام بين الكتابة والتاريخ/ 273ـ295 / الفريد لويس دي بريمارـ دار الساقي

ـ يذكر هذا الكتاب(ص282) ان المصادر السريانية في ذلك الوقت،(منها المؤلف جرجيس الرشعيني 680م)، اطلقت على (الامام علي) لقب (امير الحيرة)، علما بأن (الكوفة عاصمة علي) جوار (الحيرة).

ـ كذلك يذكر الكتاب (ص293)ان (الحيرة) قد بقيت مسيحية، بما فيها من قبائل عربية، عدة قرون بعد الاسلام. كم يذكر ذلك كل من الجاحظ واليعقوبي في القرن التاسع م .

ـ وفي ص 284 يذكر ان(قصائد المعلقات) لم تكن في الكعبة، بل في (الحيرة) حيث كان الملك (يعلق القصائد المخترة في مكتبته)!

[22] ـ من كبار الاساقفة المسيحيين الذي دفنو فيها: داد يشوع (456)، بابوي (484)، آقاق(496)، حزقيال (581)، ايشوعياب (595)، كوركيس(681) وإبراهيم (850).

[23] ـ عن اعدام (النعمان)، و (معركة ذي قار)، طالع كتاب:

ـ ايران في عهد الساسانيين/ مصدر سابق / ص 435

ـ كذلك كتاب:

 Landau-Tasseron, Ella. "ḎŪ QĀR". ENCYCLOPÆDIA IRANICA. Retrieved 8 January 2012

وقد ذكر اخبار هذه المعركة العديد من المؤرخين القدماء، راجع مثلا:

ـ معجم البلدان: ص 7 ـ 9 وما يليها. كذلك 3: 1024

ـ التنبيه والإشراف، ص241.

ـ اليعقوبي 1/ 184 وما يليها.

ـ تاريخ الطبري 2/ 193ـ 208 وما يلها.

ـ العقد الفريد 3: 383 وما بعدها