الدور العظيم والمنسي للعراقيين في صنع الحضارة العربية الإسلامية

1001

ـ ان الشخصيات المنسوبة زيفا الى فارس، هم بغالبيتهم من العراق، ثم من الاحواز وافغانستان وتركستان!

سليم مطر ـ جنيف

 توضيـــــح مهم لفهم موضوعنا:
نحن لم نتحدت عن دور الشخصيات الفعالة من باقي البلدان العربية والاندلس، لانها لم تدخل ضمن مشكلة (التفريس) التي قام بها في العصر الحديث المستشرقون واتباعهم من مؤرخينا..
نحن نتحدث فقط عن الشخصيات من البلدان المجاورة لايـران: العـراق والاحواز وافغانستان وبلدان تركستان، لانها وحدها التي تعرضت للتشويه والتفريس.
والسبب الاساسي لان هذه البلدان كانت تابعة لقرون طويلة الى الامبراطورية الفارسية قبل الاسلام..
وهذه كانت حجة كافية لاحتساب هذه الشعوب على الفرس...
بالضبط كما لو تم احتساب جميع شخصيات شعوب الامبراطورية العثمانية على الاتراك!!!؟؟
حتى الان يطلق على الشاميين المهاجرين الى امريكا اللاتينية تسمية: (تركو) لانهم في بداية هجرتهم كانوا يحملون الجواز العثماني التركي!! 

Sasanian Empire map scaled

 دائما تسمع وتقرأ، شعبيا واعلاميا واكاديميا: 

ـ العرب بدو جهلة، والفرس هم من صنع الحضارة الاسلامية.. غالبية العلماء من الفرس.. لولا الفرس لما انوجدت الحضارة الاسلامية.. الفرس .. الفرس .. الفرس!؟

حتى الاطفال والأمييين يرددون هذا.. العرب واعداء العرب يرددونه.. الشيعة والسنة يرددونه.. انصار ايران واعداء ايران يرددونه!!؟؟

لكن لو تمعنا في الحقائق التاريخية خارج هذا التهويش الاعلامي، لتبين لنا بكل سهولة ويقين زيف هذا التهويل. يكفينا ان نعتمد، مثل جميع بلدان العالم، على المفهوم(البلادي: اي بلــد الميلاد والنشأة والتربية والنشاط) لتحديد هوية أية شخصية تاريخية. للتوضيح نطرح هذا المثال من ايران نفسها:

(السيد الخميني)، لا احد يعترض باعتباره: (ايراني ـ فارسي)، لانه بكل بساطة ولد ونشا وتعلم وتوفى في(ايران) . لكن لو اعتمدنا (المنهج العرقي القومي) فأن الامر سوف يتعقد:
   ـ من الناحية اصول الاجداد القريبين، فان الخميني "هندي". لأن جدّه اسمه(سيد أحمد الموسوي الهندي) من سكان (دولة اوده الشيعية المسلمة، شمال الهند). هاجر هذا الجد اولا الى (النجف) موطن اجداده العلوية، ثم بعد سنوات هاجر الى (بلدة خمين: لقب خميني) في ايران واستقر هناك . أما من ناحية اصول الاجداد القدماء، فان الخميني، كما هو متداول رسميا:(علوي موسوي، اي عربي)!
لكن رغم هذه الاصول(العرقية والاسلافية) السابقة، فقد تم الاعتماد تلقائيا وطبيعيا على(المفهوم البلادي) واتفق الجميع دون اي جدل بأن (الخميني) (ايراني فارسي! ونحن مع هذا تماما. لانه هو وابوه وعائلته نشأ في ايران، وكرس حياته من اجل ايران. علما بانه ايضا عاش وتثقف في (العراق ـ النجف) في منفاه لحوالي 13 عام(65ـ 1978).([2])

كي لا يبدو بأننا منحازون لصالح دور العراقيين والعرب ضد دور الفرس، عملنا جدولا شاملا ونموذجيا يعطي فكرة موضوعية، ويصلح ان يكون اساسا لمراجعة واعادة كتابة تاريخ وهوية شخصيات هذه(المرحلة العربية الاسلامية)، وتشتمل هذه القائمة على الاقسام التالية:

ـ الشخصيات الإيرانية (أو الفارسية) التي ولدت ونشأت في إحدى حواضر إيران

 ـ الشخصيات التركية المحسوبة ظلماً على الفرس وإيران

 ـ شخصيات أفغانستان التي احتسبت ظلماً على الفرس وايران

 ـ شخصيات الأحواز التي احتسبت ظلماً على الفرس وايران

 ـ الشخصيات العراقية التي احتسبت ظلماً على الفرس وايران

 ـ الشخصيات العراقية المتفق على عراقيتها
الدولة العباسية
*    *    *

IRAN 1

فهذه الكلمات الثلاثة الموجودة في كتب التراث العربي عن(الحضارة العربية الاسلامية: العباسية)، اصبحت بقدرة قادر من قبل المستشرقين واتباعهم من مؤرخينا، تعني بكل بساطة: الفـُــــــــرس!!؟؟؟؟؟  علما بأننا لو راجعنا كل كتب التراث التي تستخدم هذه الكلمات، لا نجد اي دليل او توضيح يؤكد على انها تعني: (الفــرس او ايران)!؟

 بالحقيقة ان هذه الكلمات تعني التالي:

1ـ الموالي: وهي كلمة عربية تعني:( الموالاة والارتباط والسيطرة والانتماء والتحالف).. وقد انتشرت الكلمة خصوصا في العراق، وتعني بكل بساطة: كل شخص او جماعة او قرية، مهما كان الاصل، ارتبط قبائليا او اسميا باحدى القبائل العربية او بأحد اشراف العباسيين المسيطرين على المنطقة.  وقد ذكرها القرآن في سورة النساء: (ولكل جعلنا موالي مما ترك الوالدان والأقربون والذين عقدت أيمانكم فآتوهم نصيبهم إن الله كان على كل شيء شهيدا). وتعني (المهاجرين) من (مكة) بـ(موالاة وحماية قبائل المدينة).   ان نظام الاانتماء القبائلي، حالة بشرية عالمية، اشبه بحال(الاحزاب والطوائف) التي ينتمي اليها الافراد والجماعات لاسباب عقائدية ومصالحية. الذي سبّب تعقيد وتشويه وتحريف معنى الكلمة، ان نظام(الموالي) شمل ايضا: الخدم والعبيد والاجانب، الذين يطلبون الحماية.  ان (نظام الموالاة والتحالف) ظل سائدا في العراق حتى القرن العشرين. ويطلق عليه(ذب جرش: أي وضع جرشه مع جرش العشيرة). فمثلا ان(قبيلة بني لام) البدوية المحاربة التي اتت من بادية الشام الى جنوب العراق، فرضت اسمها وحمايتها على القرى الفلاحية المسالمة، حتى اصبح الكثير من السكان يفتخرون بلقب (اللامي). كذلك حال (الطائي والزبيدي والشمري والعنزي.. الخ..)  إذن عندما يقال : ان فلان من (الموالي)، لا يعني ابدا (فارسي)، بل بكل بساطة انه: هو او عائلته او عشيرته بحماية قبيلة عربية او شريف عباسي حاكم. ابحث في الانترنت عن: الموالي

هاكم مثال هذا(المصري) في وقتنا الحالي، الذي(ذب جرش) عند عشيرة (الحلاف) الجنوبية بعد ان تزوج منهم: https://www.youtube.com/watch?v=PfaT1ztqVJc&ab_channel=%D9%82%D9%86%D8%A7%D8%A9%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%B1%D8%A7%D8%AA-AlforatHD

2ـ العجم: هذه الكلمة تعني بكل بساطة: من اعجم بالكلام العربي، أي نطقه بصورة خاطئة. و(الاعاجم) لا تعني(الفرس) وحدهم، بل جميع من لا يتقنون العربية بصورة جيدة. وقد اطلقت على جميع السكان حتى على (العرب) الذين لا يتقنون الفصحى. وفي العراق كثر استخدامها بخصوص الايرانيين، بنوع من السخرية والاستخفاف.  في الأندلس، كان يطلق اسم العجمية (الخميادو) على نصوص اللغات الرومنسية المكتوبة بالحرف العربي. في غرب أفريقيا، يطلق اسم العجمية (أجمي) على نصوص اللغات الأفريقية المكتوبة بالحرف العربي. 

3ـ الشيعة: من المعلوم ان(التشيع: او التحزب لعلي وفاطمة وابنائهما) قد نشأ في القرن الهجري الاول، في العراق، حول (الخليفة علي) لانه اختار (الكوفة) عاصمة للخلافة غير(مكة). ثم تعمق هذا(التشيع) بعد واقعة كربلاء ومقتل الحسين قرب (الكوفة). ثم في القرن الثاني الهجري تحول هذا (التشيع العاطفي) الى(فقه ومذهب) مع الامام الحجازي(جعفر الصادق) ومعه الفقيه العراقي(هشام بن الحكم الكوفي). اما في ايران، فخلال تسعة قرون، ظل التشيع محصورا باقليات تابعة لشيعة العراق، لا تتجاوز الـ 20% . ولكن مع مجيء (الحكم الصفوي: 1500م) قرر(اسماعيل الصفوي: الآذربيجاني التركي) بقوة السيف وقطع الرؤوس اجبار الايرانيين على التحول من 80% سنّة الى 80% شيعة!    .... ابحث عن: تحويل الصفويين لإيران من المذهب السني إلى الشيعي.

*   *    * 

الشخصيات الإيرانية (أو الفارسية) التي ولدت ونشأت في إحدى حواضر إيران

ـ الإمام المؤرخ الطبري، ولد في طبرستان. عاش وتثقف وأبدع ومات في بغداد([3]).

ـ إمام الحديث مسلم القشيري النيسابوري: ولد في نيسابور. أصله عربي من (بني قشير)([4]).

ـ الإمام الفيلسوف الغزالي، ولد في طوس، يحتمل إن أصله من عرب إيران.

ـ الطبيب الفيلسوف أبو بكر الرازي، وُلد في الريّ.

ـ الإمام المفسر فخر الدين الرازي، ولد في الري (أصله قريشي عربي).

ـ ابن ماجه: محدِّث ومفسر ومؤرخ. ولد وتوفي في قزوين. عاش وتعلم في البصرة وبغداد والشام ومصر ومكة والمدينة.

ـ أبو الفتوح السهروردي: صوفي إشراقي، ولد في سهرورد وتعلم في حلب وبغداد، وتوفي في سوريا.

ـ الإمام أبو داود سليمان بن الأشعث الأزدي السجستاني، ولد في بلوشستان بين إيران وباكستان. عاش وأبدع في بغداد ومات في البصرة.

ـ حسن الصباح الحميري (شيخ الجبل زعيم الحشاشين) وُلد ومات في إيران. من عائلة عراقية كوفية عربية، تثقف في العراق ومصر([5]).

 ـ المتصوف أبو يزيد البِسطامِي: ولد ومات في إيران، وتعلم في العراق.

ـ أبو منصور الثعالبي: ولد في نيسابور. جغرافي وأديب.

ـ أبو حنيفة الدِّينَوَرِيُّ، وُلِدَ في دِينَور، مؤرِّخ، ونباتي. يحتمل إن أصله فارسي أو كردي أو عربي([6]).

ـ عمر الخيام: عاش ومات في نيسابور. شاعر وعالم رياضيات وفيلسوف. هناك من يقول: إنه من أصل عربي([7]).

ـ الفقيه أبو المعالي الجويني الملقب بإمام الحرمين، ولد في إيران ونشط في العراق والشام.

ـ ابن مسكويه ولد في الري، مؤرخ وفيلسوف.
ـ الصاحب بن عباد، ولد في إصطخر، وزير وأديب وعالم.
ـ عبد القاهر الجرجاني، ولد في جرجان. عالم النحو والبلاغة.
ـ أبو الوفاء محمد البوزجاني، ولد في نيسابور، عالِم رياضيات وفلك، تعلم وأبدع ومات في بغداد.

ـ أبو قاسم الفردوسي، ولد في طوس. أول من أبدع باللغة الفارسية بعد موتها خلال أكثر من ثلاثة قرون، واشتهر بتأليفه "الشاهنامة" بالفارسية، السيرة العنصرية ضد العرب.
ـ أبو بكر البيهقي: ولد ومات في نيسابور، فقيه شافعي، وتعلم ونشط في العراق.

ـ بديع الزمان الهمذاني: ولد في همدان وكان يفتخر بأصله التغلبي العربي، أبدع (مقامات بديع الزمان الهمداني)([8]).

ـ نصیر الدین الطوسي، ولد في طوس، عالم ومتكلّم ومرجع شيعي كبير.

ـ محمد بن إسحاق الكليني، ولد في الري، من كبار فقهاء ومحدثي الشيعة.

                                       *   *   *               

الشخصيات التركية المحسوبة ظلماً على الفرس وإيران!

الفتح الاسلامي

وهم أبناء شعوب (آسيا الوسطى) التي لغتها الأم هي (التركية)، ومنها انحدرت قبائل الترك الذين نزحوا إلى الشرق الأوسط، وأسسوا العديد من الدول، وأعظمها الدولة العثمانية، وتركيا الحالية، وكان يطلق على هذه المنطقة: (بلاد ما وراء النهر) التي كانت تشكل (نصف إقليم خراسان الإسلامي)، وهي حالياً بلدان: (تركمانستان، كازخستان، قرغيزستان، أوزبكستان، طاجكستان)، وهي جميعها حالياً ناطقة بالتركية وليس هنالك أي أثر شعبي للفارسية. لكن لها علاقة قديمة بالفرس والفارسية، بسبب خضوعها لقرون طويلة للامبراطوريات الايرانية: الاخمينية والفرثية، والساسانية.

 بلاد تركمانستان

وفيها حاضرتان معروفتان (مدينة سرخس)، و(مدينة مرو) و(مدينة نسا): نسجل تحت أهم الشخصيات الذين ولدوا، أو عاشوا وماتوا في تركمانستان([9]).

ـ أحمد بن الطيب السرخسي، رضي الدين السرخسي، شمس الأئمة السرخسي.

ـ الفضل بن سهل السرخسي (القرن 9م) هو أبو العباس السرخسي، أحد وزراء المأمون في بغداد.

ـ أبو محمد الحسن بن سهل السرخسي، من وزراء المأمون وولاته وقواده، وأخو الفضل بن سهل المعروف بذي الرياستين وابنته هي بوران زوجة المأمون.

مدينة مرو، وهنالك مدينتان في تركمانستان تحملان نفس الاسم:

واللقب (مروزي)، ومن أعلامها الذين ولدوا فيها، وفيهم العديد من أصول عربية: الحافظ البغوي، خازم بن خزيمة التميمي، العباس بن مصعب بن بشر المروزي، أحمد بن سيار المروزي، عبد الله بن محمود المروزي، سفيان الثوري([10]).

مدينة نسا (وهي حالياً مدينة عشق أباد عاصمة تركمانستان):

واللقب (نسائي)، ومن شخصياتها:
ـ أحمد بن شعيب النسائي، حميد بن مخلد بن قتيبة الأزدي النسائي، أبو أحمد بن زنجويه، مسعود التفتازاني.

دول آسيا الوسطى

بلاد أوزبكستان

وأهم حواضرها الإسلامية: (طشقند) و(بخارى) و(سمرقند) و(خوارزم).. من أشهر أعلامها:
ـ محمد البخاري، صاحب (صحيح البخاري)، ولد في بخارى، وتعلم ونشط في إيران والحجاز والعراق والشام ومصر، ومات في سمرقند (أوزبكستان)، وجميع مؤلفاته بالعربية.

ـ ابن سينا: ولد في (بخارى)، عالم كبير وطبيب وفيلسوف. أبدع بالعربية.

ـ أبو الريحان البيروني، ولد في (خوارزم) برع في مختلف العلوم مثل الرياضيات والفلسفة والطب والفلك. أبدع بالعربية.

ـ أبو العباس أحمد الفرغاني، ولد في (مدينة فرغانة) ثم انتقل إلى (بغداد) عالم رياضياتي وفلكي مسلم.

- منصور بن عراق أبو النصر، ولد بمدينة كيات عاصمة خوارزم؛ عالم رياضيات وفلك.

ـ الزمخشري، ولد في زمخشر قرب خوارزم. من أئمة المعتزلة.

بلاد كازخستان، ومن أهم أعلامها

ـ الفارابي محمد بن محمد بن أوزلغ بن طرخان، أبو نصر ولد في مدينة (فاراب)، وهو فيلسوف كبير ولقب بالمعلم الثاني لشرحه كتب أرسطو.

ـ إسماعيل بن حماد الجوهري، ولد في (فاراب) ومن أشهر مؤلفاته الصحاح.
ـ محمود بن الحسين بن محمد الكاشغري القرن 11م، أول من دون اللغة التركية ووضع قاموسها بالعربي في (بغداد) "ديوان لغات الترك"، ولد في (مدينة كاشغر: تابعة حالياً للصين) ومن أم بصرية عراقية.

                               *   *   *

 شخصيات أفغانستان التي احتسبت ظلماً على الفرس وايران

2خراسان

كانت أفغانستان الحالية تشكل حوالي ثلث (إقليم خراسان)، وهي بلاد تتكون من عدة قوميات تنطق بمجموعتين من اللغات، أولها (اللغات الآرية) القريبة للفارسية: البشتونية 62%، والطاجكية 25%، الهزارة 3%، والبلوش2%. كذلك (لغات تركية) مثل الأوزبكية والتركمانية 10%، وحتى الآن هنالك بقايا متميزة لوجود العرب في خراسان، من خلال 400 قرية بين إيران وأفغانستان([11]). وغالبية هؤلاء العرب من ابناء جيش الفاتحين الذي كان يتكون اساسا من العراقيين بقيادة(القائد البصري: قتيبة بن مسلم) و(القائد البصري: الأحنف بن قيس التميمي).

وأهم حواضرها:

ـ مدينة بلخ، واللقب (البلخي). حالياً اسمها (مزار شريف) شمال شرق أفغانستان. لغات وقوميات المدينة: 40٪ طاجيك، 25% بشتون، 10% هزارة، 5% عرب، وكانت (بلخ) قبل الإسلام تسودها الديانات البوذية حيث يحتوي معبدها الأكبر على (3000 كاهن)، ومنهم (جد البرامكة)([12])، والمجوسية وكذلك المسيحية النسطورية القادمة من العراق.

ـ مدينة هراة، واللقب (هروي)، شمال غرب أفغانستان. أغلب السكان فيها من الطاجيك (50 ٪)، ثم البشتون (30 ٪)، والأوزبك (10 ٪) والهزارة (5 ٪) والعرب (5 ٪)([13]).

أهم الشخصيات الأفغانية المعروفة:

ـ خالد بن برمك، جد البرامكة: وهو من مدينة (بلخ)، وكان قبل إسلامه كاهناً في (معبد نوبهار البوذي)، وإن لقب (برمك) كلمة سنسكريتية تعني (الكاهن البوذي الأكبر)([14]). أما أبناء (خالد) اللذين كانوا وزراء في (بغداد) في الحقبة العباسية، وعلى رأسهم الصديق الشهير للخليفة (هارون الرشيد): الوزير (جعفر البرمكي) فإنه (عراقي) لأنه ولد في (بغداد: عام 767م) وتربى وعاش ومات فيها، ولم ترد أية إشارة مثلاً إنه كان يعرف الفارسية أو نطق بغير العربية.

ـ طاهر بن الحسين، الذي ساعد المأمون وقتل الأمين، ولد في خراسان قرب (هَراة) وكان جده (مصعب بن زريق الخزاعي) قد اعتنق الإسلام وأصبح مولى تابعاً لـ (طلحة بن عبد الله الخُزاعي) والي خراسان، ثم ساهمت هذه العائلة في دعم العباسيين، فكافأهم (الخليفة المأمون) بتكوين (سلالة الدولة الطاهرية التي حكمت خراسان)، وكانت (ابنته بوران)([15]) زوجة المأمون.

ـ أبو معشر البلخي 787م: فلكي وعالم رياضي، ويعرف في الغرب بأسم (ألبوماسر ـAlbumaser)، ولد في (بلخ). عاش وأبدع في بغداد وتعلَّم على يد الكندي، وتوفي في (واسط ـ العراق). إذن فهو أفغاني - عراقي.

ـ جَلال الدِّين الرُّومي: ونسبه إلى (محمد بن أبي بكر الصديق التيمي القرشي البكري البلخي)، أصل أبيه عربي قريشي، وأصل أمه: (تركية من السلالة الخوارزمية: مؤمنة خاتون ابنة خوارزم). عُرف أيضاً بأسم (مولانا جَلال الدِّين الرُّومي). متصوف كبير، وشاعر، عالم بفقه الحنفية، صاحب (كتاب المثنوي المشهور بالفارسية)، وصاحب الطريقة المولوية المنسوبة إليه. تربى وتعلم منذ طفولته في (بغداد)، ثم رحل في شبابه إلى (قونيا - تركيا حاليا) وعاش وأبدع ودفن فيها([16]).

                                  *   *   *

 شخصيات الأحواز التي احتسبت ظلماً على الفرس وايران

الاحواز

ان (الاحواز : عيلام) هي جغرافيا وطبيعيا وحضاريا وسياسيا وسكانيا جزء متمم من (وادي النهرين). منذ ما قبل الإسلام، برزت في الأحواز (مدينة جندشابور) وأسمها الأصلي السرياني (بيت عابات: مكان الهزيمة)، التي كانت معسكراً للأسرى السوريين والبيزنط، فأصبحت معقلاً للدراسات الدينية والطبية باللغة السريانية. ثم منذ الفترة الأموية، قدمت هذه المدينة السريانية المسيحية الأحوازية، شخصيات علمية مهمة، خدموا في (دمشق) لدى الخلفاء: أمثال (أمية بن أثال) و(أبي الحكم) و(حكم الدمشقي) و(تياذوق).

أما في الحقبة العباسية فقد خَفَتَ دور هذا المركز الحضاري الأحوازي، نتيجة هجرة الكفاءات إلى (بغداد) التي قدم منها أجداد أبرز أسرتين سريانيتين مشهورتين في الطب والتنجيم: (الطبيب جورجيس بن بختيشوع، وأسرة نوبختي في التنجيم والفقه الشيعي)، وبعده أبناؤه (جرجيس وجبريل)، ثم تلاميذهم (إبراهيم) و(سرجيس) و(عيسى بن شهلانا) و(بختيشوع بن جبريل) و(سابور بن سهل)، والطبيب والحكيم الشهير (يوحنا بن ماسويه)، و(دهشاك) وابن أخيه (ميخائيل)، و(عيسى بن طاهر بخت)، وغيرهم الكثيرون من علماء الأحواز المسيحيين السريان.

ـ الفضل بن نوبخت الأهوازي: عالم فلك ومترجم عن السريانية، اشتهر بقيادته لمجموعة من الفلكيين الذين اقترحوا موقع بناء مدينة (بغداد) كما اشتغلت عائلته في تصميمها لاحقاً. علماً بأن أبناء وأحفاد مؤسس الأسر الأحوازي، قد ولدوا وعاشوا في بغداد.

ـ الشاعر أبو نؤاس، الحسن بن هانئ الحكمي: ، يعد من أشهر شعراء عصر الدولة العباسية وكبار شعراء شعر الثورة التجديدية، ولد في الأحواز من أب سوري من الجيش الأموي، ونشأ في البصرة، ثم انتقل إلى بغداد وأصبح شاعر البلاط، وتوفي في بغداد.

ـ أبو علي الجبائي: شيخ المعتزلة في البصرة ورئيس علماء الكلام في عصره، مؤسس فرقة الجبائية، ولد في مدينة جُبّى في الأحواز، وتوفي في البصرة.

ـ حمدان قرمط: هو حمدان بن الأشعث الأحوازي، الملقب (قرمط) وزعيم (الثورة القرمطية) الإسماعيلية المتطرفة، في جنوب العراق والبحرين والأحساء، قدم إلى الكوفة من الأحواز.

                               *   *   *

  الشخصيات العراقية التي احتسبت ظلماً على الفرس وايران

IRAK ABASI

مشكلة الشخصيات العراقية، ان أي شخص فيه شك ولو بكلمة واحدة بانه غير عربي اصيل حتى ولو في اسمه او لقبه، فتلقائيا وبصورة لا تقبل الجدل، تم اعتباره من المستشرقين ومؤرخينا التابعين :(اعجمي فارسي)

ـ الإمام ابن حنبل: مؤسس المذهب الحنبلي، وتتفق جميع المصادر على أنه ولد وعاش وأبدع ومات في بغداد، ولكن الخلاف حول أصل أبيه أو جده: هل هو عراقي من قبيلة عربية؟ ولكن هنالك تقوّلات ربما أنه قد ولد في (مرو ـ تركمانستان) عندما كان أبوه العراقي مسؤولاً عباسياً هناك([17]).

ـ الإمام أبو حنيفة النعمان: إسمه (النعمان بن ثابت الكوفي) ولد في الكوفة، وأبوه (ثابت) ولد وعاش في الكوفة وتزوج من امرأة كوفية ومات في الكوفة، و(النعمان) نفسه كذلك ولد وعاش وتزوج من امرأة كوفية، وعاش فيها وأبدع وتكلم باللغة العربية، ولم يعرف لغة أخرى أبداً، ولم يسافر خارج العراق ولم يشاهد لا إيران ولا غيرها، وأمضى حياته يكافح وينشر دعوته في العراق حتى أطلق على مذهبه (مذهب أهل العراق)، ومات سجيناً في بغداد ولا زال قبره فيها (الإمام المعظم) ومذهبه حالياً هو المذهب الرسمي لسنَّة العراق([18]).

ـ الشيخ عبد القادر الگيلاني: مؤسس الطريقة القادرية في بغداد، وقد ثبت أنه لم يولد في (گيلان إيران) بل في (گيلان العراق) حسب اتفاق المؤرخين في العصر الحديث، ومن دلائل الإجحاف إن هنالك عدة مدن في العالم الإسلامي تحمل اسم (گيلان)، فلماذا هذا الإصرار على اختيار (إيران)([19]).

ـ محمد بن موسى الخوارزمي: عالم الرياضيات الكبير. هنالك جدال حول تاريخ ومكان ميلاده. والمؤكد إنه عاش وأبدع وتوفي في بغداد زمن المأمون وأصبح مسؤولاً عن (بيت الحكمة). غالبية المصادر تتفق على أنه (عراقي المولد والأصل). قال عنه (ابن خلدون) و(الزمخشري): (إنه من أهل خوازم العراق)([20]) أما المؤرخ الطبري، فقد قال عنه: (محمد بن موسى الخوارزمي القطربلّي، نسبة إلى قرية قُطْربُلّ من ضواحي بغداد)([21])، وفي أقصى الأحوال يمكن تعليل لقبه (الخوارزمي) بأن أصل أجداده من (خوارزم ـ أوزبكستان) مثل جميع ألقاب الأصول القديمة، التي لا يمكن التأكد من سببها وأصلها، ولا تعني الانتماء البلادي للشخصية.

ـ الحسين بن منصور الحلاج: المتصوف المعروف، وهنالك جدل واختلاف كبير عن أصله ومكان ولادته. الموسوعة الإسلامية الإنكليزية تقول: إن جده هو (الصحابي أيوب الأنصاري)([22]) أصله من (البيضاء) ولكن هي التي في (فارس) أم في (جنوب العراق)([23])؟. لكن المؤكد أنه نشأ في (مدينة واسط العراقيه)، وحتى الذين يظنون أنه (فارسي)، يقرّون بأنه نشأ في (واسط) ولم يعرف سوى العربية([24])، وتعلم في (بغداد) على يد المتصوف العراقي الكبير( الجنيد البغدادي)، وفيها أبدع وتوفي.

ـ سيبويه (أَبُو بِشْر عَمْرو بْن عُثْمَان بْن قَنْبَر ٱلْبَصْرِيّ): عالم اللغة الكبير. هنالك تقوّلات وجدالات لم تحسم حول أصله ومكان وتاريخ ومكان مولده، وتاريخ ومكان وفاته([25]). قيل: إنه ولد في (قرية البيضاء- فارس) أو في (الأحواز) أو في (البصرة)، وربما أمه فارسية، وهي التي لقبته (سيبويه: رائحة التفاح). لكن المؤكد أنه تربى وتعلم في (البصرة) على يد عالم اللغة البصري العربي العراقي الكبير (الفراهيدي)، وفيها عُرف وأبدع، وكذلك في (بغداد)، ولغته الوحيدة هي العربية([26]).

ـ الموسيقار إبراهيم الموصلي، وابنه الموسيقار إسحاق الموصلي: ولد (إبراهيم) في الكوفة([27])، ربما من أصول فارسية أو أعجمية قديمة، ولكن غير مؤكدة. عاش وتعلم في (الموصل) وحمل لقبها (الموصلي). انتقل إلى (إيران ـ الري) ليعزف في قصور الأمراء، وهناك ولد (ابنه إسحاق)، ثم عاد مع عائلته إلى (بغداد) ومات فيها. أما ابنه (إسحاق) فقد استقر في (الموصل) وحمل أيضاً لقبها، ثم استقر في (بغداد) في قصر الخليفة العباسي، حيث تعلم على يده (الموسيقار الكبير زرياب).

ـ الموسيقار زرياب: هو أبو الحسن علي بن نافع الموصلي، ولد عام 777م في (قرية كردية في الموصل)([28])، ونشأ في (بغداد) وكان تلميذاً لإسحاق الموصلي، ثم هاجر واستقر في الأندلس وأحدث ثورة إصلاحية موسيقية ومدنية هناك، وما يسمى بالغناء الأندلسي يرجع إليه([29]).

ـ الحسن بن الهيثم: اشتهر بالرياضيات والبصريات والفيزياء والفلك والهندسة وطب العيون والفلسفة العلمية، وبتجاربه العلمية إضافة إلى مؤلفاته. ولد وعاش في (البصرة)، وتوفي في القاهرة، ولكن هنالك شكوك حول أصله العربي، والأخطر إنه شيعي فاطمي، والدليل أنه عاش مع الفاطميين في مصر، وقبره في (القاهرة). إذن شيعي فاطمي، يعني بكل بساطة إنه فارسي إيراني!؟

ـ نفطويه: هو أبو عبد الله العَتَكيّ الأزديّ: فقيه ومن أئمة النحو. لقب (نفطويه) تشبيهاً له بالنفط، لسواده. ولد في (واسط) في العراق، وعاش وأبدع وتوفي في (بغداد). لكن مؤرخينا في العصر الحديث اعتبروه (فارسياً) بسبب (ويه في نفطويه) مثل (سيبويه) على الأسلوب الفارسي!

ـ أثير الدين الأبهري 1264م: وهو حكيم وفيلسوف. نشأ وتتلمذ وأبدع في الموصل، ثم في أربيل وفي دمشق، ولغته الوحيدة هي العربية. تم احتسابه على الفرس، بالاعتماد فقط على لقبه (أبهري سمرقندي)، علما بأن (سمرقند) في أوزبكستان التركستانية!

ـ الشاعر بشار بن برد: ولد في البصرة، وعاش وأبدع وتوفي في (بغداد). كان يدَّعي أحياناً أن أجداده من الفرس، وله أبيات يفتخر بها بأصله الخراساني، وأحياناً العربي العقيلي، حسب المزاج والمصلحة:

إنني من بني عقيل بن كعب *** موضع السيف من طلى الأعناق

ـ أبو الحسن الكسائي، وهو إمام الكوفيين في اللغة والنحو، وسابع القراء السبعة، ويعد المؤسس الحقيقي للمدرسة الكوفية في النحو، ولد في إحدى قرى (الكوفة)، وعاش وأبدع في (بغداد) وصاحب الخليفة (هارون الرشيد) وتوفي في (الري- إيران) أثناء سفره بصحبة الخليفة، ولأنه (مولى، أي غير عربي أصيل) ومات في (إيران) إذن تلقائياً فهو (فارسي)!!

ـ جابر بن حيان بن عبد الله الأزدي: برع في الفلك والهندسة وعلم المعادن والفلسفة والطب والصيدلة، وأول من استخدم الكيمياء عملياً في التاريخ. اختلف المؤرخون عن مكان ولادته: (الكوفة، حران..). عاش وأبدع في (بغداد). بما أنه كان شيعياً ومات في سجنه في (الكوفة) بسبب تعاطفه مع البرامكة، إذن من السهولة احتسابه على الفرس وإيران؟!

- ابن خلكان: مؤرخ مشهور، ولد في (أربيل) وقد يكون كرديا، وعاش وأبدع وتوفي في (دمشق). فيمكن اعتباره (عراقياً ـ سورياً).

- أحمد بن يحيى البلاذري: مؤرخ مشهور، ولد وعاش وأبدع ومات في بغداد. لا أحد يعرف أصل لقبه (بلاذري)، ولكن بسببه اعتبره مؤرخونا (فارسياً). رغم أن (بلاذر) نوع من النباتات بالعربية.

ـ أبو الفرج الزيدي الأصفهاني: الشهير بمؤلف (الأغاني) و(مقاتل الطالبيين)، ولد ونشأ وأبدع ومات في (بغداد) سنة 284هـ، اشتهر بـالأصفهاني، إلاّ أنه لم ينشأ بـها، ولكن يعتقد أن جده القديم قد ولد في أصفهان، من نسل (مروان بن الحكم)، وأن جده وعمه كانا أدباء سامراء.

ـ الشاعر ابن الرومي: ولد وعاش وأبدع وتوفي في (بغداد)، من أصل (رومي: قد يكون أرمنيًّا)، وأمه من أصل (فارسي)، فإنّه يذكره ويؤكّده في مواضع من ديوانه، وقد احتسب على الفرس لقوله: «کَيفَ أُغـضي علی الدَّنيَّة والـفـرس خــؤولــي وَالــرُّوم أعـمـامــي».

ـ مسلم بن قتيبة الدينوري: أديب فقيه محدث مؤرخ مسلم. من المتفق عليه أنه ولد في العراق إما في (بغداد) أو (الكوفة)، ثم ولي (قضاء الدينور) في إيران، بضعة سنين، فنسب إليها. تعلم وأبدع في بغداد، وتوفي فيها.

الشخصيات العراقية المتفق على عراقيتها  

طبعاً لا يمكن إحصاؤهم، ويمكن القول دون أي شك: إن حوالي نصف المبدعين في الحقبة العربية الإسلامية هم عراقيون دون منازع. لكن ضمن هذا السياق التهويلي لدور الفرس، نحن مضطرون إلى التذكير بالشخصيات العراقية، وهذه بعض الأسماء المعروفة والمهمة والمتفق على عراقيتها:

هؤلاء الكبار من آباء مسيحيين من اسرى (دير عين تمر):

ـ الفقيه ومفسر الأحلام: محمد بن سيرين البصري - كبير قادة الأندلس: موسى بن نصير - مؤلف السيرة النبوية: محمد بن إسحاق - الفقيه الحسن البصري.

في بدايات الفتح الإسلامي للعراق (عام 633 م)، استولى المسلمون على (بلدة عين تمر) شمال (كربلاء) وكانت حصناً وديراً للنصارى. وجدوا في ديرها أربعين غلاماً يتعلمون الإنجيل، فأخذوهم كأسرى حرب وقسَّموهم على القادة. من هؤلاء الغلمان: (سيرين)، وهو والد (محمد بن سيرين)، وكذلك (نصير) والد القائد الشهير (موسى بن نصير)، وكذلك (يسار) جد (محمد بن إسحاق). أما (الحسن البصري) فهو من (ميسان) حيث تم سبي والدته الميسانية وهي حامل به في بدايات الفتح الإسلامي، ثم ولدته في المدينة.

قال ابن خلدون عن فن الأدب: وسمعنا من شيوخنا في مجالس التعليم إن أصول هذا الفن وأركانه أربعة كتب هي:

ـ أدب الكاتب لابن قتيبة، ـ كتاب الكامل للمبرد، ـ كتاب البيان والتبيين للجاحظ، ـ كتاب الأمالي لأبي علي القالي.
وهؤلاء الأربعة جميعهم من العراق.

الشخصيات العراقية المعروفة:

ـ ابن هشام (الكاتب الأول للسيرة النبوية في القرن الثاني هـ): وهو أبو محمد عبد الملك بن هشام بن أيوب الحميري البصري المتوفي سنة (218هـ)، وقد روى السيرة النبوية نقلاً عن محمد بن إسحاق المطلبي الحجازي.

ـ أبو مخنف (709ـ 774): ولد وعاش وتوفي في الكوفة، وهو من أول المؤرخين والموثقين في التاريخ الإسلامي، وهو أول من سجل (واقعة الطف في كربلاء) وعلى مصدره اعتمد جميع المؤرخين.

ـ الفيلسوف الكندي (805 – 873 م): أول فلاسفة العربية والإسلام. ولد في الكوفة وينسب إلى قبيلة كندة، وكان والده أميراً على الكوفة. يعتبر مؤسس الفلسفة العربية الإسلامية. كان موسوعياً فهو رياضي وفيزيائي وفلكي وفيلسوف إضافة إلى أنه موسيقي، وواضع أول سلَّم للموسيقى العربية. كان شاغله الأكبر إيجاد التوافق بين الفلسفة والعلوم الإسلامية الأخرى، وخاصة العلوم الدينية. أتقن اللغتين السريانية واليونانية. أوكل إليه المأمون مهمة الإشراف على ترجمة الأعمال الفلسفية والعلمية اليونانية إلى العربية في (بيت الحكمة)، ويعرف عند اللاتين بأسم (Alkindus)، وعدَّه بعض الباحثين الأوربيين من الإثني عشر عبقرياً الذين ظهروا في العالم.

ـ الجاحظ (159- 255هـ): هو أبو عثمان البصري. يقال: إن أصله زنجي وأن جده كان مولى لرجل من بني كنانة، وكان ذلك بسبب بشرته السمراء. ألَّفَ في علم الكلام والأدب والسياسة والتاريخ والأخلاق والنبات والحيوان والصناعة والنساء وغيرها.

ـ أبو علي القالي (280- 356هـ): ولد ونشأ في (منازجرد) في أعالي دجلة (شمال الموصل)، ورحل إلى بغداد، فتعلم فيها وأقام 25 سنة، ثم رحل إلى المغرب واستقر في قرطبة وتوفي فيها، ومن أشهر مؤلفاته (كتاب الأمالي).

ـ أبو حيان التوحيدي (923- 1023م): فيلسوف متصوف، وأديب بارع، وهو بغدادي المولد والنشأة، وقد امتاز بسعة الثقافة وحدة الذكاء وجمال الأسلوب، كما امتازت مؤلفاته بتنوع المادة، وغزارة المحتوى ومن أشهرها (كتاب الإمتاع والمؤانسة).

ـ عبد الحميد الكاتب الأنباري (القرن 2هـ): وهو الأستاذ الأول للكتابة الفنية عند العرب. نشأ في الأنبار (أو الشام) واحترف التعليم في الكوفة واتصل بخلفاء بني أمية، وكان من أشهر الكتّاب وأبرعهم.([30])

ـ ابن النديم (القرن 10م): هو أبو الفرج محمد بن إسحاق بن محمد بن إسحاق الوراق البغدادي. هو أديب وكاتب سيرة ومصنف وجامع فهارس، صاحب الكتاب المعروف "الفهرست".

ـ الخليل بن أحمد الفراهيدي البصري (100هـ/ 718م- 173هـ/ 789م): وهو أستاذ عصره في اللغة العربية وأحد أهم علماء اللغة العربية، يعتقد أنه ولد في عمان. تميز كذلك في الموسيقى والترجمة، وكان أستاذاً لكبار اللغويين الأوائل ومنهم سيبويه.

ـ ابن جني أبو الفتح عثمان (322 ــ 392هـ): عالم نحوي كبير، ولد بالموصل ونشأ وتعلم النحو فيها.

ـ موسى بن شاكر وأبناؤه (القرن 3هـ/ 9م): الاب المؤسس للعائلة هو تركمانستاني (ولد في مرو)، ونشأ واشتغل في بغداد، فهو من كبار المنجمين والفلكيين الذين عاشوا في عصر الخليفة العباسي المأمون. اشتهر أبناؤه الثلاثة البغداديون، ولعبوا دوراً مهماً في تطوير علوم الرياضيات، والفلك، والهندسة.

ـ الفزاري: صانع أول أسطرلاب (آلة قياس الأفلاك) وعالم فلكي ورياضي، ولد في الكوفة وعاش وأبدع في بغداد عام 144هـ (747م). البعض ينسب اختراع الأرقام العربية إليه.

ـ ابن فضلان (القرن العاشر م): هو أحمد بن العباس بن راشد بن حماد البغدادي. كتب وصف رحلته ولقائه بملك الصقالبة (بلغار الفولجا ـ روسيا) سنة 921 م، ويعترف الغربيون بفضل الرحلة في تدوين اكتشافات أقوامية نادرة لم يكن العالم يعرف عنها شيئاً، واعتمد عليها (الروس) في معرفة تاريخهم الاول.

ـ اليعقوبي (القرن 9 م): هو أبو العباس أحمد بن إسحاق، ولد في بغداد وقضى بعض حياته في أرمينيا وخراسان ثم هاجر إلى الهند والمغرب ومصر، وهو كاتب ومؤرخ وجغرافي، وقد قامت شهرته على أثرين من آثاره هما: كتاب تاريخ ابن واضح أو تاريخ اليعقوبي، وفيه تحدث عن تاريخ الشعوب ما قبل الإسلام وتاريخ الإسلام.

ـ المسعودي (283هـ - 346هـ/ 896 - 957م): أبو الحسن علي بن الحسين بن علي المسعودي، ولقبه قطب الدين، وهو من ذرية عبد الله بن مسعود، وهو عالم فلك وجغرافيا، ولد ببغداد وتعلم بها. كان كثير الأسفار وقد زار بلاد فارس والهند وسيلان وأصقاع بحر قزوين والسودان وجنوب شبه الجزيرة العربية وبلاد الشام والروم، وانتهى به المطاف إلى فسطاط مصر، وهو معروف بهيرودوتس العرب، وله عدة مؤلفات مهمة، ومنها كتابه البلداني الشهير (مروج الذهب).

ـ ياقوت الحموي البغدادي(1178): من اصل رومي لكنه نشأ وعاش وتوفى في بغداد. جغرافي وأديب وشاعر وخطاط ولغوي. ويلقب بالحموي نسبة لسيده التاجر الحموي المقيم في بغداد.

ـ ابن خرداذبة (820 - نحو 893م): وهو جغرافي معروف، ولد وعاش في بغداد. له تصانيف تاريخية وبلدانية عدة([31]).

ـ ابن مقلة (884 ــ 939م): هو أبو علي محمد بن علي بن الحسين بن مقلة البغدادي، الوزير، والخطاط، والكاتب. اختصر أنواع الخطوط إلى ستة: (الثلث ـ النسخ ـ التوقيع ـ الريحان ـ المحقق ـ الرقاع).

ـ يحيى بن محمود الواسطي (من القرن الثالث عشر الميلادي): من أشهر الرسامين، ولد في بلدة واسط في جنوب العراق. اختطَّ نسخه عام 1237م، من مقامات الحريري وزيَّنها بمائة منمنمة من رسومه تعبر عن الخمسين مقامة (قصة)، وكان عمله هذا أول عمل في التصوير العربي يعرف بأسم مبدعه، ويعتبر مؤسس مدرسة بغداد للمنمنمات.

المذاهب التي نشأت في العراق

1ـ المذهب الجعفري: بالاضافة الى ان التشيع الشعبي والسياسي قد نشأ في العراق، كذلك فأن التأسيس الفكري والعقائدي للمذهب الجعفري قد تاسس كذلك في العراق. وهذه بعض الاسماء المهمة:

ـ هشام بن الحكم الكوفي، مؤسس المذهب الجعفري: ولد في الكوفة (توفي في 179هـ)، وعاش في بغداد. ورافق الامامين (الصادق والكاظم). بَرَعَ في علم الكلام والجدل وله الكثير من المناظرات مع علماء عصره الذين عرفوا بقوّة المناظرة. له العديد من المؤلفات في التشيع: (علل التحريم) (الفرائض) (الإمامة)، وغيرها. يشهد بأهميته الكبرى (الامام جعفر الصادق): هشام بن الحكم رائد حقنا، وسائق قولنا، المؤيّد لصدقنا، والدافع لباطل اعدائنا، من تبعه وتبع أثره تبعنا، ومن خالفه والحد فيه فقد عادانا وألحد فينا.([32])

ـ الشريف الرضي مدون كتاب نهج البلاغة: ولد وعاش وتوفي في بغداد (359هـ - 406هـ/ 969 - 1015م) شاعر وفقيه ونقيب الطالبيين (العائلة العلوية) حتى وفاته، وجمع فيه المختار من كلام (الإمام علي بن أبي طالب) في الخطب والمواعظ والحِكَم وغيرها توزعت على 238 خطبة، و79 نصوص مختلفة.

ـ الإمام المهدي المنتظر (محمد بن الحسن المهدي): حسب عقيدة الشيعة الجعفرية، هو آخر أئمة الشيعة الإثني عشرية، ولد و(غاب) وهو طفل في سامراء. وإنه سيعود (ليملأ الأرض عدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً)، وحسب الروايات فإن الإمام الحادي عشر (الحسن العسكري) عندما كان تحت الإقامة الجبرية في سامراء عام (255هـ) أنجب طفلاً من زوجته المسيحية (نرجس).

2ـ المذهب الحنفي: للامام الكوفي البغدادي(ابو حنيفة النعمان)

3ـ المذهب الحنبلي: للأمام ابن حنبل البغدادي. والفقيه (ابن الجوزي البغدادي).

4ـ المذهب الاشعري: الامام ابو الحسن الاشعري البصري.

5ـ المذهب الاباضي: الامام عبد الله بن إباض التَّمِيمِي البصري، وهو المذهب الرسمي لدولة(عمان) وايضا في بعض نواحي الجزائر.

6ـ المعتزلة: جماعة فلسفية روحانية تأسست في البصرة، ومن أشهر المعتزلة: الزمخشري، والجاحظ، والخليفة المأمون. واهم أهم كتاب في مذهب الاعتزال هو: (المغني في أبواب التوحيد والعدل) للقاضي (عبد الجبارالبصري).

7ـ مذهب اخوان الصفا: وهو مذهب سري لم يكشف اسماء اعضائه. نشأ في البصرة وفي بغداد في القرن العاشر. وقد عرف مذهبهم في: (رسائل اخوان الصفا)، التي اثرت افكارها في جميع الفلاسفة والمتصوفة المسلمين.

8ـ التصوف: أن التصوف قد عُرف اولاً في العراق، حيث برزت شخصيات كبرى قد ساهمت بالتعريف به ونشره، ومن أهم أعلام التصوف العراقي بين 800 م ـ 1300م: داود بن نصير الطائي (الكوفي)، رابعة العدوية (البصرية)، معروف الكرخي (البغدادي)، السري السقطي (البغدادي)، الحارث المحاسبي (البغدادي)، منصور الحلاج (الواسطي)، الجنيد البغدادي، الإمام عبد القادر الجيلاني (البغدادي)، الإمام الرفاعي (بطائح البصرة)، وغيرهم الكثيرون([33]).

9ـ المذهب العلوي (النصيرية): نسبة الى (محمد بن نصير النميري البصري) من رفاق الامام(الحسن العسكري). وهو مذهب تصوفي باطني يغالي في تقديس الامام علي.

المترجمون السريان

لقد لعب النصارى السريان العراقيون والأحوازيون والشاميون دوراً أساسياً في تطوير الحضارة العربية الإسلامية في بغداد، ومن أبرز شخصيات سريان العراق:

ـ حنين بن إسحاق: أبو زيد العبادي الحيري الكوفي، كان ماهراً في الترجمة إلى جانب مهارته في الطب، وقد انصرف إلى ترجمة الكتب اليونانية وإخراجها باللغة العربية أو السريانية، وأصبح رئيساً لبيت الحكمة الخاص بالترجمة في زمن المأمون.

ـ ثابت بن قرة الحرَّاني (الصابئي): الرياضي الفيلسوف المتوفى سنة 288 ممن برعوا في الترجمة وبرزوا فيها، ويظهر من عدد الكتب واختلاف مواضيعها مما نقله إلى اللغة العربية من اللغتين اليونانية والسريانية، أنه كان يجيد هاتين اللغتين إلى جانب اللغة العربية.

ـ إسحاق بن حنين: تعلَّم صنعة الطب ومارسها بمهارة، فكان واحد عصره فيها، وكان يجاري أباه حنيناً في سعة معرفته باللغة العربية واللغتين اليونانية والسريانية.

ـ حبيش بن الأعسم: هو ابن أخت حنين بن إسحاق وقد درس عليه صنعة الطب، وأتقن اللغتين السريانية واليونانية إلى جانب اللغة العربية، وحذا حذو خاله في الترجمة من حيث الدقة، وأكثر نقله من اللغة السريانية.

ـ متي بن يونس: أبو بشر من أهل دير قُنَّى، أحد الأديرة القريبة من بغداد، ودرس في مدرسة مار ماري التابعة لهذا الدير، عاش ببغداد ودرس كتب أرسطو في المنطق على إبراهيم القويري، وإليه انتهت رياسة المنطقيين في عصره.

ـ عيسى بن يحيى بن إبراهيم: أحد تلاميذ حنين بن إسحاق، وقد درس عليه صنعة الطب، وعمل معه في الترجمة في بيت الحكمة.

ـ إصطفن بن بسيل: من الكتّاب الحاذقين في الترجمة ممن عينهم المتوكل على الله ليعملوا بمعية حنين بن إسحاق عندما أناط به رياسة بيت الحكمة.

ـ عبد المسيح بن إسحاق الكندي (القرن التاسع ميلادي) كاتب عربي مسيحي عراقي ينتسب إلى قبيلة كندة العربية، له عدة مؤلفات في التبشير بالمسيحية كما له رسالة إلى عبد الله بن إسماعيل الهاشمي يدعوه فيها إلى اعتناق المسيحية، وهي رد على رسالة عبد الله بن إسماعيل الهاشمي التي دعاه فيها إلى اعتناق الإسلام.

ـ يوحنا بن ماسويه الحراني البغدادي: توفي 243 هـ، وهو عالم موسوعي بالطب والنبات والصيدلة، وناقل مترجم، وعالم أرض.

                ابن وحشية النبطي، عالم كبير واول دارس للهيروغلفية المصرية!
عاش في (القرن 3هـ نهاية القرن 9م) ، كيميائي وعالم لغوي نبطي (سرياني عراقي) ولد في الكوفة. له العديد من المؤلفات في الكيمياء والسحر كما ألف كتاب (الفلاحة النبطية) الذي يعتبر من أشهر المؤلفات الزراعية القديمة. تجدر الإشارة إلى أن بحثاً جديداً في (مخطوطة شوق المستهام في معرفة رموز الأقلام)، وهو كتاب قام ابن وحشية بتناول 89 لغة قديمة وكتاباتها ومقارنتها بالعربية ومن ضمنها الهيروغليفية التي حلل أصواتها. هذه المخطوطة كانت قد نشرت مترجمة في لندن عام 1806 من تحقيق المستشرق النمساوي جوزف همر، أي 16 عاماً قبل اكتشاف الفرنسي (شامبوليون)، الذي من المحتمل كان قد اطَّلع على هذه المخطوطة التي ساعدته على حل رموز الهيروغليفية المصرية! 

نسـاء متميـزات

مثل كل الحضارت المزدهرة حيث تزدهر الأنوثة ويبرز دور المرأة وتلعب أدواراً مهمة في جميع مجالات الحياة والثقافة والمجتمع والدولة، وقد برز في العراق العديد من النساء في مختلف المجالات، وهذه عينة من أشهرهن:

ـ سجاح التميمية الموصلية، مدَّعية النبوة: ولدت مسيحية من اب تميمي وام تغلبية. وكانت متنبِّئة وعرافة.([34]). وعندما بدأت حركات الردة بعد وفاة الرسول، اعلنت انها (نبية)، فتبعها عدد كبير من بين تميم وبني تغلب. سارت إلى منطقة نجد وأرادت أن تهاجم المدينة، ثم اجتمعت هناك بـ (مسيلمة الكذاب)، حيث لفق المؤرخون ضدها فيما بعد، حكاية مجون مع مسيلمة. بعد فشل مشروعها عادت إلى العراق. وقيل انها اسلمت وهاجرت إلى البصرة حيث استقرت حتى توفيت هناك في عهد الخليفة معاوية.

ـ رابعة العدوية البصرية: اعظم المتصوفات (717م - 801م): وهي من أكبر الشخصيات المشهورة في التصوف الإسلامي، وتعتبر مؤسسة أحد مذاهب التصوف الإسلامي وهو مذهب (العشق الإلهي). ولدت في مدينة البصرة، بعد حياة شاقة انصرفت إلى الإيمان والتعبُّد ورأت فيه بديلاً عن الحياة العائلية، وتمتعت بموهبة الشعر الصوفي والعشق الإلهي.

ـ زبيدة زوجة الرشيد (766-831م): هي أم جعفر الهاشمية بنت جعفر بن أبي جعفر المنصور زوجة الخليفة هارون الرشيد وأم ولده الأمين. وهي من النساء البغداديات اللائي أنشأن المباني العظيمة ووقفن الوقوف على المسلمين، فقد كانت معروفة بالخير والأفضال على أهل العلم والبر والفقراء والمساكين ولها آثار كثيرة في طريق مكة من آبار حفرتها وبرك أحدثتها، وكذلك في مكة والمدينة. وكان لها تأثير في سياسة الرشيد والبرامكة. وهي شاعرة رثت ابنها الأمين بقصائد معروفة. توفيت في بغداد ولا زال قبرها معلوما.

ـ الخيزران، البربرية، ام الخليفتين (القرن 8): وهي زوجة الخليفة العباسي المهدي، ووالدة هارون الرشيد والهادي. قيل: إنها يمانية أو بربرية مغاربية. هي التي ساعدت ابنها الرشيد على تسلم الخلافة. وعندما انتصر الرشيد على أخيه حظيت بمكانة كبيرة. يعتقد أن شخصية شهرزاد في ألف ليلة وليلة مستوحاة من شخصيتها.

ـ المغنية دنانير: إحدى النساء الشهيرات ومن كبرى مغنيات بغداد في العصر العباسي. وهي جارية يحيى البرمكي. كانت قد تعلمت الغناء وأتقنت الصنعة عندما كانت تعيش في الكوفة او في المدينة؟ وقد عرفت بجمالها وبهائها وقدرتها على الغناء ورواية الشعر، وهي زميلة المغني (إسحاق الموصلي). ألَّفت كتاباً في الغناء يُعد مرجعاً لأهل الفن. ‏
المصادر:
(***): بالنسبة لمصادر موضوعونا هذا ، فاننا تجنبا لزحمة المصادر الغير ضرورية، حرصنا على وضع مختلف المصادر فقط بشأن المعلومات الاشكالية والغير متفق عليها من الجميع، اما المعلومات المعروفة والمتفق عليها والمنشورة في مختلف المصادرالقديمة والحديثة، فأننا لم نضع أي مصدر، لانها متداولة في عالم الانترنت. 

([1]) ـ كما وضحنا سابقاً، إن المقصود بكلمة (بلادي) من (بلاد)، أي التعامل مع الشخص حسب (انتماءه للبلاد) التي ولد ونشأ وتعلم ونشط فيها، وليس حسب أصوله العنصرية والاسلافية القديمة والافتراضية، والتي من المستحيل اثباتها.

ولم نستخدم كلمة(وطني) لأنها توحي بالمعني العقائدي والميول السياسية (الوطنية: حزب وفكر وطني).

[2] ـ

نفس الحال بالنسبة للسيد علي الخامنئي، مرشد الثورة: من ناحية الاصول العرقية اللغوية، فأنه جده (حسين الخامنئي) (تركي من آذربيجان). ومن ناحية الاصول العرقية القديمة فان(اجداده علوية عرب). كذكلكبالنسبة للكثيرين من قادة وشخصيات ايران في مختلف المجالات. ومنهم مثلا الرئيس السابق(علي خاتمي، العلوي). ثم هذا مثال مهم من التاريخ الايراني القريب:

ـ حتى عام 1500م  ظلت ايران خاضعة وممزقة بين دول وامارات عدة داخلية وخارجية. ولكنها عادت من جديد موحدة وقوية بفضل دولة ما كانت (فارسية) بل (تركمانية آذربيجانية متزاوجة مع جورجيون وشركس واكراد وارمن): (الدولة الصفوية: 1501 – 1736) ، التي فرضت التشيع.

اعقبتها (الدولة القاجارية: 1779-1925) التي حكمت ايران حتى1925 كانت ايضا تركمانية آذربيجانية، بل ان القاجاريين كانوا رسميا (علوية اي عرب). فهل يصح اعتبارها: دولة عربية؟!

ـ حتى عام 1500م ظلت ايران خاضعة وممزقة بين دول وامارات عدة داخلية وخارجية. ولكنها عادت من جديد موحدة وقوية بفضل دولتين ما كانت (فارسية) بل (تركمانية آذربيجانية متزاوجة مع جورجيون وشركس واكراد وارمن): (الدولة الصفوية: 1501 – 1736) ، التي فرضت التشيع، ثم (الدولة القاجارية: 1779-1925) .

ـ الدولة القاجارية التي حكمت ايران حتى1925 كانت ايضا تركمانية آذربيجانية، فلماذا لاننفي عنها ايرانيتها؟ بل ان القاجاريين كانوا رسميا (علوية اي عرب) فهي يضح اعتبارها: دولة عربية؟!

ـ(رضا شاه) مؤسس ايران الحديثة، وفارض(عقيدة القومية الفارسية العنصرية المعادية للعرب)، هو من (أب غير فارسي: لوري علوي. وأم غير ايرانية: قفقاسية)، وكان (ضابطا قوزاقيا) لدى القاجارين الترك الآذربيجانية، قبل انقلابه البريطاني عام 1925.

([3]) ـ عن أصل الطبري: راجع ويكيبيديا بالعربي والفرنسي والإنكليزي. كذلك:

"al-Ṭabarī." [archive] Encyclopédie de l’Islam. Brill Online, 2014. Reference. BULAC (Bibliothèque universitaire des langues et civilisations). 06 August 2014

([4]) ـ عن أصل الإمام مسلم:
       ـ النووي، تهذيب الأسماء واللغات، ج2، ص89، دار الكتب العلمية - بيروت.

ـ شمس الدين الذهبي، سير أعلام النبلاء، الإمام مسلم بن الحجاج، ج12، ص558، طبعة مؤسسة الرسالة.

([5]) ـ عن أصل (حسن الصباح)، راجع ويكيبيديا بالعربي والفرنسي والإنكليزي. كذلك طالع:

Son père, `Alî b. Muhammad b. Ja`far b. al-Husayn b. Muhammad b. al-Sabbâh al-Himyarî, était un érudit de Kûfa d'origine yéménite

 LewisBernard (November 2002). "3. The New Preaching". The Assassins. Basic Books. p. 38. ISBN 978-0-465-00498-0. Hasan-i Sabbah was born in the city of Qumm, one of the first centres of Arab settlement in Persia and a stronghold of Twelver Shi`ism., His father, a Twelver Shiite, had come from Kufa in Iraq, and was said to be of Yemeni origin - more fancifully, a descendant of the ancient Himyaritic kings of Southern Arabia

عن ويكيبيديا بالإنكليزي:

Hassan-i Sabbah

https://en.wikipedia.org/wiki/Hassan-i_Sabbah#Early_life_and_conversion.

([6]) ـ عن أصل الدينوري، راجع:

 "al-Dinawari | astronomer, botanist, and historian". Encyclopedia Britannica (باللغة الإنجليزية). مؤرشف من الأصل في 19 يونيو 2018. اطلع عليه بتاريخ 18 فبراير 2017.

 Encyclopedia of Islam, by M. Th. Houtsma, Brill Academic, 1993 p. 977 أبو حنيفة الدينوري

([7]) ـ عن أصل عمر الخيام، دكتورعبد المنعم الحفني، عمر الخيام والرباعيات، دار الراشد، القاهرة، 1992، ص 14

([8]) ـ عن الأصل العربي للهمذاني: كتب في أحد رسائله إلى أبي الفضل الإسفرائيني:

«إني عبد الشيخ، واسمي أحمد، وهمذان المولد وتغلب المورد، ومضر المحتد».
طالع: مقامات بديع الزمان الهمذاني، شرح محمد عبد الحميد، المكتبة العصرية، بيروت.

([9]) ـ في تركمانستان مراقد عدد من الصحابة أبرزهم:

بريدة بن الحصيب الأسلمي، أبو برزة، قريط بن أبي رمثة، الحكم بن عمرو الغفاري.
بالإضافة إلى أن هنالك العديد من العلماء المشهورين. راجع (ويكيبيديا: تركمانستان).

([10]) ـ عن أعلام مدينة مرو، ابحث عن دراسة جيدة: معاقل العلم والعلماء.. مرو- محمد النورستاني.

([11]) ـ عن القرى العربية في خراسان:

دراسة مهمة عن 400 قرية عربية بين أفغانستان وإيران:

عربخانة.. قصة عرب فاتحين استوطنوا بعيداً بـ 400 قرية.
كذلك: العرب في خراسان وبلاد ما وراء النهر في العصر الأموي: د. عبد الرحمن الفريح.

([12]) ـ عن بوذية جد البرامكة:
- Kevin van Bladel, "The Bactrian Background of the Barmakids" ch.3 in A. Akasoy, C. Burnett and R. Yoeli-Tlalim (eds.) ``Islam and Tibet: Interactions along the Musk Routes, Ashgate, 2011, 43-88

كذلك راجع ويكيبيديا بالعربي والفرنسي والإنكليزي.

([13]) ـ عن تاريخ (هراة)، طالع:
ـ كتاب: مدينة هراة: دراسة سياسية وحضارية، صلاح سليم طايع أحمد.

كذلك ويكيبيديا بمختلف اللغات.

([14]) ـ حول ديانة جد البرامكة: يقول المؤرخ الفرنسي دومينيك سوردال: إن ما جاء في وصف ( معبد النوبهار) عند الجغرافيين العرب لا يطابق ما هو معروف عن هيكل النار (المجوسي)، بل على العكس إنه معبد بوذي.. ويذكر عالم الصينيات الفرنسي ستانيسلاس جولين إنه في القرن السابع الميلادي زار هذا المعبد حاج صيني يدعى هوان شانج Hiuan-Tsange ووصفه في كتاب اسمه ذكريات على البقاع الشرقية بقوله: إن كلمة نوبهار التي من المستبعد أن تكون كلمة فارسية تعني الربيع الجديد، وهي أسم مشتق من كلمتين سنسكريتين هما: نڤا Nuova وفهارا Vihari، ومعناهما المعبد الجديد، إشارة إلى معبد بوذي.
طالع:

-Hiouen-Thsang, Mémoire sur les contrées occidentales, traduction française par Stanislas Julien, Paris, Impr. impériale, 1867, vol. I, p. 38.

- Sourdel:Le Vizirat Abbaside I p.130

Memories sur les contrees oceidentales, trad -

([15]) ـ اعتبر الاسم فارسياً رغم إنه غير موجود حالياً في إيران.. اللفظ الفارسي "باران" الذي يعني المطر. من المعقول أن يكون الاسم تركياً Boran)) بمعنى الفواح.

([16]) ـ عن (أصل الرومي)، طالع:
ـ جلال الدين الرومي بين الصوفية وعلماء الكلام، عناية الله أبلاغ الأفغاني، الدار المصرية للكتاب، 1979، ص23.

ـ عمدة التحقيق في بشائر بيت آل الصديق لأبي المكارم الصديقي.

ـ رشف سلاف الرحيق في نسب حضرة الصديق للزبيدي.

ـ أنساب آل الصديق لبدر الدين بن سالم، المدينة، 1908.

ـ جواهر الآثار، عبد العزيز بن محمد الجوهري، إسطنبول، 1798.

ـ أناماريا شيميل: "I am Wind, you are Fire"، صفحة 11.

كذلك طالع ويكيبيديا بالعربي والفرنسي والإنكليزي

([17]) ـ عن أصل الإمام ابن حنبل:

ـ ابن حنبل، محمد أبو زهرة، ص14.

 ـ مناقب الإمام أحمد بن حنبل، ابن الجوزي، ص12- 13.

 ـ الأئمة الأربعة، مصطفى الشكعة، ج4 ص7.

([18]) ـ عن أصل الإمام أبي حنيفة:

              ـ الخطيب البغدادي، تاريخ بغداد، دار الرسالة، بيروت، 1965، (مادة - أبو حنيفة).

              ـ الإمام الأعظم، العباسي، أحمد، بغداد، 1956، ص431.

              ـ المذاهب والأديان في العراق، رشيد الخيون، ص67.

([19]) ـ طالع مثلاً، ويكيبيديا بالعربي: جيلان قرية بشاطئ الدجلة على مسيرة يوم واحد من بغداد في المدائن مما يلي طريق واسط العراق وإليها نسب شيخ الإسلام عبد القادر، وأغلب سكانها من الأكراد من قبيلة بشدر، ويؤكد عباس العزاوي أن أصل أسرة عبد القادر من الجيل ويسكنها الأكراد قرب بغداد، وهذا ما ذكره أوليا جلبي، ومن الجدير بالذكر أن هناك العديد من المناطق في العالم تحمل اسم جيلان: مثل جيلان (تركيا)، جيلان (إيران)، جيلان (أفغانستان)، جيلان (كوسوفا)، الجيلاني (الفيوم)، جيلان (السدة)، حارة الجيلاني (ذمار).

([20]) ـ عن الخوارزمي: مقدمة ابن خلدون/ ص555.

([21]) ـ كذلك: ويكيبيديا بالإنكليزية، وفيها مصدر:

-Iraq After the Muslim Conquest", by Michael G. MoronyISBN 1-59333-315-3 (a 2005 facsimile from the original 1984 book), p. 145

([22]) ـ عن (جد الحلاج): الموسوعة الإسلامية ـ الجزء الأول من المجلد الثامن، ص17.

([23]) ـ عن مكان ميلاد الحلاج في العراق: R. Snir, A Study of ‘Elegy for al-Ḥallāj’ by Adūnīs,” Journal of Arabic Literature 25.2 (1994), pp. 245-256.

([24]) - عن جهل الحلاج بالفارسية وإتقانه فقط العربية:
 Jawid Mojaddedi, "ḤALLĀJ, ABU'L-MOḠIṮ ḤOSAYN b. Manṣur b. Maḥammā Bayżāwi" in Encyclopedia Iranica

Louis Massignon, Louis Gardet (1986). Encyclopedia of Islam, 2nd ed., Vol. 3, "Al-Halladj". Brill. pp. 99–100.

([25]) ـ عن مكان وفاة سيبويه، فإن إيران كالعادة قد حسمت الأمر وصنعت له قبراً في شيراز.

ـ يقول (ابن خلكان):

فتوفي في قرية من قرى شيراز يقال لها البيضاء في سنة ثمانين ومائة، وقيل: سنة سبع وسبعين، وعمره نيف وأربعون سنة، وقال ابن قانع: بل توفي بالبصرة في سنة إحدى وستين ومائة، وقيل: سنة ثمان وثمانين، وقال الحافظ أبو الفرج ابن الجوزي: توفي سنة أربع وتسعين ومائة، وعمره اثنتان وثلاثون سنة، وأنه توفي بمدينة ساوة، وذكر الخطيب في " تاريخ بغداد" عن ابن دريد أنه قال: مات سيبويه بشيراز، وقبره بها، والله أعلم، وقيل: إن ولادته كانت بالبيضاء المذكورة، لا وفاته. (وفيات الأعيان - ابن خلكان- ج3 ص 164).

([26]) ـ عن سيبويه: وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان -ابن خلكان- ج٣- الصفحة ٤٦٤.

([27]) ـ عن أصل إبراهيم الكوفي الموصلي وكذلك إسحاق، طالع:
الموسوعة البريطانية: "Isḥāq al-Mawṣilī. Encyclopædia Britannica, 2011
ـ كذلك ويكيبيديا بالإنكليزي.

([28]) ـ عن زرياب الموصلي الكردي:
-Jesús Greus, Ziryab, Phébus, 1993

([29]) ـ عن زرياب: طالع دراسات جيدة في ويكيبيديا، بالعربي والفرنسي والإنكليزي.

[30] ـ البداية والنهاية ـ ابن كثير : ص 283

([31]) ـ عن ابن خرداذبه، تذكر المصادر الإعلامية دائماً إنه فارسي، والحقيقة أنه ربما من أصل فارسي. فهاهي موسوعة الإعلام للزركلي، تقول بالنص:
ابن خرداذبه (نحو 205 - نحو 280 هـ = نحو 820 - نحو 893م) عبيد الله بن أحمد بن خرداذبه، أبو القاسم: مؤرخ جغرافي، فارسي الأصل. من أهل بغداد. كان جده خرداذبه مجوسياً أسلم على يد البرامكة.

إذن مولده هو، وربما أيضاً والده، في بغداد. وهذا مثال عن عمليات التفريس التعسفية والعنصرية للشخصيات العراقية، من قبل مؤرخينا في العصر الحديث.

[32] ـ كتاب الأمالي، الطوسي: ص46

([33]) ـ طبعاً لا ننسى إن هنالك العديد من كبار المتصوفة الذين ظهروا في بلدان اخرى، ومن أهمهم (ذو النون المصري)، و(بشر الحافي) التركمستاني العراقي. و(أبو القاسم القشيري) النيسابوري الايراني. و(ابن عربي) الاندلسي.

[34] ـ تاريخ الطبري: ج3 ص272.