دور الجغرافيا والتاريخ في انتشار العرب والتعريب واللغة العربية!

لماذا يصح اعتبار ظهور العرب ولغتهم ودينهم، خلاصة تراكم آلاف الاعوام

من تمازج الاقوام والأديان واللغات السامية ـ الحامية؟

سليم مطر ـ جنيف

موضوعنا هذا، محاولة لتأسيس فهم جديد لتاريخ العرب والعالم العربي، قائم على (الجغرافيا والبيئة: التاريخ الارضي الواقعي)، أي مخالف تماما لـ(الفهم القومي العرقي الجيني) السائد منذ قرن وحتى الان. فمن الخطايا الكبيرة التي اقترفت ولا زالت بحق (تاريخ العرب والاسلام)، تصوير الامر كالتالي:

ان العرب قبائل بدوية معزولة في بوادي الجزيرة العربية تعيش (الجاهلية؟!)، وفجأة ظهر فيها(الاسلام) وخرج هؤلاء البدو بالسيف والهمجية فرضوا دينهم ولغتهم البدوية على الشعوب المتحضرة!؟

ان السبب الاساسي لهذه الخطيأة والظلم، يكمن في فصل(تاريخ العرب والاسلام) عن تاريخ (منطقة الهلال الخصيب: العراق والشام ومصر)، التي فيها نشأ العرب والعربية والاسلام.([i]) وان العرب والاسلام، ابدا ابدا ليس نتاج "البداوة والجاهلية والقبائل التائهة في صحارى الجزيرة العربية!؟" بل هما محصلة وذروة لتفاعل اقوامي وثقافي وديني ولغوي عاشتها شعوب المنطقة خلال آلاف الاعوام. وهذا بالضبط فحوى بحثنا الحالي.

* * *

1ـ واحة تيماء، شمال السعودية، وتقع على طريق القوافل نحو العراق والشام ومصر. وفيها آثار تعود الى ما قبل الالف السابق للميلاد، وكانت خاضعة للدولة النهرينية (الاشورية ثم البابلية)، وفيها: (نقش تيماء) عن الفرعون(رمسيس الثالث: 1186). واشتهرت بانها اصبحت معتزلا روحيا لآخر ملك بابلي(نبونيد) الذي اختفى فيها مع انصاره بعد سقوط ونهاية بابل على يد الاخمينييين الايرانيين(593 ق.م). وقد نشأت شمالها(قرب العراق) (واحة دومة الجندل) كمركز تجاري وثقافي مرتبط بدول النهرين.

2ـ منطقة الحجر(المملكة اللحيانية: دادان) وهي شمال السعودية(الحجاز) ومرتبطة بـ(التيماء). ونشطت بين (700 ق.م و150م). وفيها كتابات مسندية يمنية ونبطية. وقد ذُكرت في التوراة.

3ـ البتراء(دولة الانباط: حوالي 700 ق.م ـ 106 م) وهي في جنوب الاردن، وارتبطت بالدولة الرومانية وانتهت على يدها. ولعبت دورا بتطوير الكتابة واللغة الارامية الى شبه عربية: (النبطية).

4ـ مملكة تدمر، في سوريا، وظهرت حوالي الالف السابق للميلاد، ثم خضعت للرومان، وبرزت فيها الملكة الشهيرة(زنوبيا) التي حاربها الرومان واسروها ودمروا مملكتها في 273م.

5ـ دولة الحضر(مملكة عربايا)، وهي عند اطراف(نينوى) ومنطقة(اشور)، وظهرت في القرن الثالث قبل الميلاد، وحاربت الرومان والفرس، حتى تم اسقاطها وتدميرها على يد الفرس في241م.

6ـ بصرى (دولة الغساسنة: 220م – 638م) وقامت تحت رعاية الدولة البيزنطية لحماية حدود البادية، واعتنقوا (المسيحية اليعقوبية: القبطية)، وكانوا منافسين لـ(المناذرة) في العراق.

7ـ الحيرة(دولة المناذرة)، حوالي (300 م ـ 600 م) وظهرت في جنوب العراق عند ضفاف الفرات ومنطقة(سومر وبابل)، وكان ملوكها يطلقون على انفسهم(ملوك العرب)، واصبحت معقلا للمسيحية النسطورية، وكانت تابعة للدولة الفارسية المسيطرة، ومنافسة لدولة الغساسنة. اشتهرت بانتصارها على(الفرس) في معركة (ذي قار: حوالي 609 م). وبعد الاسلام حلت (الكوفة) محل(الحيرة)، ويعتقد ان(الخط العربي الحالي) قد ظهر فيها.([iii])

ملاحظة: هنالك خلط في معنى(مملكة ومشيخة) لان: ملك(ملخا)، في الآرامي، تعني شيخ او امير.

* * *

لماذا شعوب اسلمت وتعربت، وشعوب اسلمت ولم تتعرب؟

لو قارنا بين الشعوب التي انتشر فيها التعريب وسادت العربية:(شعوب العالم العربي الحالي)، مع الشعوب التي اصبحت مسلمة ولم تتعرب:(ايران، افغانستان، تركستان، السند)، فاننا نلاحظ الاختلافين المهمّين التاليين:
1ـ الفرق الجغرافي البيئي: ان الشعوب التي تعرّبت، جميعها تقطن في (شبه القارة الممتدة عند شرق البحر المتوسط من سواحل سوريا حتى سواحل الاطلسي)، وهي منطقة شاسعة متجانسة جغرافيا ومناخيا: شبه صحراوية وشبه مستوية، ليس فيها أية موانع طبيعية تصعّب التنقل بين بقاعها خصوصا بواسطة الابل. تسود فيها نفس النباتات(مثل النخيل والزيتون) والحيوانات(مثل الابل والخيول). ثم ان ساحلها على البحر المتوسط شبه مستقيم غير متقطع بالجبال والخلجان(عكس السواحل الغربية الاوربية)، من السهل التنقل البري والبحري بين نواحيه. كل هذا حتّم وسهّل الهجرات والاختلاطات بين أقوام هذه المنطقة الشاسعة.

اما جغرافيا وبيئة(بلدان آسيا المسلمة) فأنها مختلفة كثير: فهي اولا مفصولة عن (مواطن العرب) بحواجز جبارة تتمثل بسلسلتي جبال زاغاروس وطوروس بالاضافة الى الخليج وبحر العرب، وتكثر فيها الهضاب العالية والجبال الشامخة التي يصعب التنقل بين نواحيها.غالبية حواضرها مرتفعة جدا بين الف والفين متر خصوصا في ايران وافغانسان والسند. كذلك مناخها اكثر بردا ومطرا وثلوجا. بيئتها هذه تمنع عيش الابل العربية(بالسنام الواحد)، بل فقط (الابل البختيارية بالسنّامين)، وكل هذا شكّل حواجزا طيلة التاريخ قبل وبعد الاسلام، بين قبائل البوادي مع قبائل الجبال والهضاب الآسيوية المجاورة.

2ـ الفرق الثقافي اللغوي: ان الشعوب التي تعرّبت، جميعها تتكلم بلغات من (اسرة اللغات الساميةـ الحامية/ الافريقية ـ الآسيوية). من المعلوم انه قبل الفتح وانتشار العربية القرآنية، كانت تسود (بلدان العالم العربي الحالي) مجموعتين من اللغات: (سامية وحامية). السامية في المشرق، ومتمثلة بـ: (الآرامية السريانية) في العراق والشام، بجانب النبطية، مع عدة لهجات ولغات شبه عربية متداولة في أنحاء الجزيرة العربية. أما "المجموعة الحامية" فمتداولة في القسم الافريقي، ومتمثلة بالمصرية القديمة ثم وريثتها (القبطية)، وفي شمال افريقيا تنتشر لغات البربر المتداخلة مع الفينيقية الكنعانية السامية:(التفاصيل بعد قليل).

اما(شعوب آسيا المسلمة) فكانت ولازالت تسود بينها نوعان من اللغات المختلفة: (الآرية: الهندواوربية) مثل الفارسية والكردية والبشتونية والبلوشية والسندية والبنجابية والهندية، و(اللغات التركستانية): التركمانية والاوزبكية والقرغيزية والكازاخستانية. وهي لغات بعيدة تماما عن العربية وباقي اللغات السامية الحامية، رغم اكتسابها من العربية بعد الاسلام اكثر من نصف كلماتها مع مؤثرات لغوية اخرى.

المقارنة مع المثال الاوربي ودور الجغرافيا!؟

بفضل السيطرة الرومانية والمسيحية تم فرض (اللغة اللاتينة) كلغة رسمية وحيدة في اوربا الكاثوليكية(الغربية) ابتداءا من القرن الاول ميلادي، ثم مع ظهور(الدولة البيزنطية) في القرن الرابع م سادت (اللغة اليونانية) في جميع نواحي اوربا الشرقية. لكن هاتين اللغتين المقدستين اخذتا بالتراجع بعد نهاية الامبراطوريتان الشرقية والغربية ابتداءا من 1400م وانتشار اللغات المحلية الاوربية المختلفة: (السلافية والجرمانية والرومانية والسلتية وغيرها). والسبب في هذا يعود الى الموانع الجغرافية العديدة التي تمنع الوحدة الثقافية واللغوية.
يضاف الى هذا، مقارنة مهمة جدا: عدد الحروب والمذابح التي حدثت خلال الفي عام من تاريخ اوربا (الغربية خصوصا)، مع الحروب التي حصلت في تاريخ ( العالم الشرقي ـ العربي). اية مراجعة سريعة لكمية الخراب والابادات التي حصلت في اوربا، تبين انها اضعاف اضعاف مثيلتها في شرق المتوسط. يكفي معاينة ما حصل في القرون الاخيرة فقط: حرب الثلاثين عام، حرب المائة عام، الحربان العالميتان الاولى والثانية، بالاضافة الى حروب استعمار جميع قارات وبلدان العالم، وما جرى فيها من ابادة الهنود الحمر واستعباد الافارقة.. وحتى الان!

* * *

ماهي اللغات السامية ـ الحامية؟

اتفق العلماء على اعتبار المجموعتين (السامية والحامية) من (لغة أصلية واحدة): (الاسرة السامية ـ الحامية، أو الافريقية ـ الآسيوية:Afroasiatic languages/ Langues chamito-sémitiques)([iv])،إذ بينها مشتركات أساسية عديدة، منها:

استخدام الحروف الحلقية مثل (العين والغين والحاء والخاء والهاء والهمزة) كما في العربية. واشتقاق الكلمات من جذور ثلاثية أو ثنائية مع إضافة حروف إلى البداية أو المؤخرة. تقسيم الكلمات المفردة إلى مذكّر ومؤنث بحيث يدل صوت «ت» في آخر الكلمة على التأنيث. وتمييز الجمع المؤنث عن المذكر. وتتكون الجملة من فاعل وفعل ومفعول به. اللاحقة في الأسماء والأفعال والصفات والمكملات. كذلك هنالك العديد من الكلمات الاساسية المشتركة، مثل: اب، ابن، احمر، لسان، ثور، ارض..الخ..([v])

الوحدة الجغرافية خلقت وحدة التاريخ والثقافة والاقوام!

هذه بعض الدلائل المهمة:

1ـ التداخل الاقوامي ـ السلالي: فهناك مشتركات سلالية بين (الناطقين بالسامية) الذين تكثر بينهم السلالة(J) و(الناطقين بالحامية) الذين تكثر بينهم السلالة (E1b1b). صحيح ان السلالة الاصلية (E) قد نشأت في شرق أفريقيا (حوالي الصومال)، ولكن هنالك شبه اجماع علمي على أن فرعها السلالة (E1b1b) التي تكثر بين المصريين والمغاربية، قد نشأت في الشام قبل حوالي 15 الف عام. قد ثبت ذلك من خلال فحص رفات سكان (الثقافة النطوفية: أقدم مستوطنة في العالم اكتشفت الزراعة والتدجين) في فلسطين والاردن. ثم تأكد ذلك بعد فحص رفات (مغارة تافوغالت) في المغرب، حيث تبين ان ثلثي جيناتهم (E1b1b) أصلها (نطوفية: شامية) وثلث من شرق افريقيا([vi]). العالمان الروسيان (ميليتاريف وشنيرلمان) يعتبران أن لغة (النطوفين) هي الأساس الاولي لنشوء (اللغات السامية الحامية)([vii]). وربما لهذا السبب فأن التوراة ومن ثم العرب، اعتبرت (الكنعانيين: الشاميين الفينقيين) من(الحاميين) رغم ان لغتهم سامية، تعبيرا عن ذكرى قديمة عن اصولهم الحامية. وهذا يفسر انتشار السلالة الحامية الى حوالي 25% بين عموم الشاميين بما فيهم البدو وكذلك اليهود.([viii]) أما (اللغات السامية) ومن ضمنها العربية فالجدال مستمر بين العلماء حول منشأ (السامية الاولية): العراق، الشام، شمال افريقيا، جنوب الجزيرة العربية([ix])؟

ومن الامور المهمة التي قد تكون لعبت دورا في التداخل الاقوامي والثقافي، غزو الهكسوس لمصر وهم قبائل بدوية قادمة من الشام وسيناء. وقد تكون الحكايات التوراتية عن وجود العبرانيون في مصر، هي نوع من الذكريات التي ورثتها قبائل بادية سيناء والشام عن وجود اسلافهم الهكسوس في مصر.

2 ـ التداخل الحضاري: منذ الالف الثالث ق. م، نشأت اولى الحضارات في تاريخ العالم، في (بلاد النهرين: العراق) و(مصر)، ورغم تباعدها الجغرافي، فأن (بلاد الشام) قد لعبت دور الوسيط الاقوامي والحضاري بينهما. إن (الشام) بسبب ضعفها السياسي الجغرافي ظلت دائما في تبعية لاحدى الدولتين حسب اختلاف الحقب. لكن دورها المتوسط بين البلدين بالاضافة الى تداخل تبعيتها لهما قد جعلها تلعب دورا ثقافياً ـ حضاريا كبيرا كوسيط وجامع للحضارتين العراقية والمصرية.([x]) فليس صدفة إن أول أبجدية في العالم: (الاوغاريتية ـ الفينقية) نشأت في الشام بتاثير التداخل بين الكتابتين الصورتين المسمارية العراقية والهيروغليفية المصرية. وفي (الشام) أيضا نشأت الاديان الاساسية للمنطقة: (اليهودية "البابلية") و(المسيحية "المصرية") و(الاسلام الاموي: البابلي ـ المصري) وكان ذلك أيضاً بتأثير التداخل بين الديانتين العراقية والمصرية([xi]). ثم لا ننسى إن (الشام) أيضاً قد لعبت دور الوسيط مع (بلدان شمال افريقيا) من خلال الاستيطان (الفينيقي الكنعاني) في تلك البلدان منذ الالف الاول ق.م والذي بلغ ذورته في تأسيس (دولة وحضارة قرطاجة). ومن دلائل التداخل الثقافي اللغوي بين بلاد النهرين ومصر ما عثر عليه من رسائل بين الملوك مكتوبة بالاكدية العراقية:

* * *

المرحلة التاريخية المهمة التي هيئت لوحدة هذه الشعوب تحت راية الاسلام واللغة العربية

قبل انبثاق الاسلام وانتشار العربية عاشت (منطقة شرق المتوسط) مرحلة جديدة في تاريخها لم تعرفها من قبل، ابتداءا من الالف السابق للميلاد، وتمثلت بثلاث عوامل لعبت دوراً أساسياً في تسريع الهجرات بين أقوامها واختلاطهم العرقي والثقافي واللغوي، ألا وهي: الوحدة السياسية الادارية، انتشار استخدام الجمل، وانتشار المسيحية:

1- تحقق الوحدة السياسية الادارية: منذ الالف الثالث ق. م، نشأت اولى الدول في تاريخ العالم، في بلاد النهرين: (العراق) و(مصر) وكانتا متنافستين رغم التداخلات الحضارية المستمرة بينهما. هكذا دام الوضع خلال أكثر من ألفي عام ظلت بلدان المنطقة منقسمة بين عدة دول ودويلات محلية مختلفة. ولكن كما وضحنا، مع تبادلات حضارية واقوامية مستمرة.

لكن منذ القرن السادس ق.م بدأت حقبة جديدة تتمثل بسيطرة امبراطوريات أجنبية فرضت التوحد السياسي والاداري على عموم شعوب الضفة الشرقية لحوالي الف عام، حتى ظهور الاسلام. وهذه الحقبة قادتها دول دول جديدة ناطقة بـاللغات (ألآرية: الهندوـ اوربية) في ايران واليونان وروما. وقد بدأت مع (امبراطورية الاخمين) الايرانية التي سيطرت عام 539 ق.م على العراق ثم الشام ثم مصر. أعقبتهما (امبراطورية الاسكندر) اليونانية في 334 ق.م التي سيطرت أيضاً على العراق والشام ومصر. ثم اعقبتها (امبراطورية روما) التي بدأت سيطرتها منذ القرن الثاني ق.م عندما تمكنت من القضاء على (دولة قرطاجة) الفينيقية الشمال افريقية، ثم أكملت إحتلال كامل الضفة الشرقية في القرن1 ق.م. بعدها حلت (الامبراطورية البيزنطية) محل روما بالسيطرة الكاملة (عدى العراق الذي سيطر عليه الفرس)، حتى القرن السابع م وظهور العرب والاسلام.

من المهم جداً التأكيد على أن هذه الاحتلالات المشتركة قد شجعت وسارعت التواصل الاقوامي والثقافي واللغوي بين بلدان المنطقة من خلال التجارة والهجرات، بالاضافة الى (الجيوش الامبراطورية) التي كانت كالعادة تضم الكثيرين من أبناء المنطقة، عرب وآراميين ومصريين وبربر، وغيرهم. وافضل مثال على هذا ان الرومان هم الذين جلبوا الابل من الشام مع القبائل البدوية المحاربة لانهم قادرون على النشاط في بوادي شمال افريقيا والتعايش مع بدو البربر.(طالع الفقرة التالية).

2- انتشار استخدام الجمل: يبدو أن هذا الحيوان كان موجوداً منذ القدم في الجزيرة العربية وفي شمال افريقيا. لكن فقط خلال الالف الاول ق. م بدأ فعلاً انتشار استخدامه بالتنقل في الشام والعراق، ثم في مصر وشمال افريقيا([xii]). إن إول ذكر تاريخي للجمل في منحوتة (آشورية عراقية) عن مـعـركـة قـرقـر سـنـة 853 ق.م، غرب الفرات بقيادة الملك (شـلـمـان أصـر الـثّـالـث) ضد تحالف العرب والآراميين. وقد لعب هذا الحيوان دوراً حاسماً في تسهيل التنقل والهجرات بين بوادي المنطقة واختلاط الاقوام والثقافات واللغات. وليس صدفة إن أقدم ذكر للجمل ارتبط بأول ذكر لأسم العرب لأنهم هم أكثر من استفاد منه واستخدمه من أجل تسهيل خروجهم من بوادي الهلال الخصيب والجزيرة العربية وانتشارهم في أنحاء المنطقة، ثم التمكن من تأسيس اولى دويلاتهم في العراق والشام([xiii]).

3ـ انتقال الشاميون الفينقيون(الكنعانيون) الى سواحل شمال افريقيا، وانتشار قبائل العرب في شرق مصر: وتأسيسهم اول واكبر حضارة شمال افريقية هي(الحضارة القرطاجية)(الكنعانية ـ البربرية)، التي بسقوطها على يد (الرومان) في القرن الثاني ق.م، سقطت آخر قلاع الدفاع امام الغزو الاوربي. وهذا التواجد الشامي الفينقي ساعد كثيرا في عملية الربط الاقوامي والثقافي واللغوي بين الشام وشمال افريقيا(المشرق والمغرب). ان هذا الاساس (الفينقي الكنعاني) هو الذي مهد وساعد فيما بعد العرب المسلمين في نشر التعريب في شمال افريقيا. (على حد قول المؤرخ الفرنسي غوتيهE.F. GAUTIER)([xiv])

كذلك في هذه الحقبة تواجد العرب بكثرة في شرق مصر على ضفاف البحر الاحمر، وشكلوا قواعد تجارية برعاية الدول المسيطرة.([xv])

4ـ ظهور اليهودية، ثم انتشار المسيحية: تكمن اهمية (اليهودية) انها تمكنت في كتابها(التوراة) الذي تم تدوينه اثناء عيشهم في(بابل)، من الجمع الطبيعي بين (الميراث الحضاري والديني المشرقي: العراقي ـ الشامي ـ المصري) و(الميراث البدوي الشعبي: العربي ـ الآرامي ـ العبري). وليس صدفة ان (توارة) تعني(تراث).(16)
إن أولى علامات التوحد الثقافي بين شعوب المنطقة وتمايزها عن الدول المحتلة (الايرانية والرومانية ثم البيزنطية)، إنها أنتجت الديانة المسيحية كعقيدة شرقية خاصة بها، ونشرها في جميع أنحاء البحر المتوسط وآسيا. وليس بالصدفة إنها سرعان ما أصبحت ديانة الغالبية الساحقة من أبناء المنطقة. وهذه الديانة المشتركة بقدرما كانت نتيجة لتقارب أقوام الشرق، فإنها أيضا لعبت دوراً حاسماً في زيادة هذا التقارب العقائدي ليكون أيضاً تقارباً لغوياً من خلال انتشار اللغة ألآرامية بين جميع كنائس المنطقة باعتبارها لغة السيد المسيح وتلامذته، حيث تمكنت من منافسة اللغتين اليونانية واللاتينية لغتي كنائس المحتلين الرومان ثم البيزنط([xvi]).

ان شعوب الشرق المسيحية كذلك تمايزت مذهبيا عن المذهب الرسمي البيزنطي الحاكم، إذ صنعت مذاهبها وكنائسها الوطنية، مثل: (الدوناتية: Donatism) في شمال افريقيا، والآريوسية(آريوس الليبي: Arius) في مصر وعموم البحر المتوسط، والقبطية في مصر، واليعقوبية في الشام، والنسطورية في العراق.([xvii]). وقد تحولت البوادي، مثل سيناء، الى ملاجئ وملتقيات للنسّاك المسيحيين المعارضين.([xviii])

* * *

العربية ليست لغة سامية فقط، بل أيضا حامية، وهذا أهم أسباب انتشارها!؟

من كل هذا، يصح القول بأن ظهور الاسلام والعربية، كان ذروة ونتاج طبيعي لهذه الآلاف من السنين والعوامل العديدة من التقارب الجغرافي والبيئي والاقوامي والثقافي والديني واللغوي، وبالذات (المرحلة التوحيدية الجديدة السابقة لظهور الاسلام والعربية)، وهذا يفسّر هذا التقبل السريع لـ (لعربية والتعريب) من قبل شعوب المنطقة: الهلال الخصيب ومصر وشمال افريقيا.

هنالك جدالات كثيرة بين المؤرخين واللغويين العرب وخصوصا المصريين والعراقيين، عن مدى ارتباط العربية باللغتين (السومرية) و(المصرية القديمة)([xix]). عموماً كلا الطرحين مغاليين، أو بالأحرى صحيحين ولكن معا: إن العربية تمثل خلاصة اللغتين (السومرية ـ السامية) و(المصرية ـ الحامية).. كيف؟

هذه بعض الأسس التي قد توضح هذه الفكرة:

1- دلالة قصة (اسماعيل جد العرب) وامه (هاجر المصرية) وكذلك زوجته مصرية حسب التوراة. إن هذه القصة مذكورة في التوراة وفي القرأن، وخلاصتها بأن (النبي ابراهيم) هاجر من(اور الكلدان في جنوب العراق) الى (الشام) واستقر فترة في مصر، وتزوج من إمرأة ثانية(غير الاولى ساره)، وهي (هاجر المصرية) فولدت له (اسماعيل) الذي هو أول من تكلم العربية الفصحى، وإنه مع أبيه قد شيدا (الكعبة). وانه اسماعيل ايضا قد تزوج بمصرية! أي أن العرب الشماليين (الشام والعراق) هم (بنو اسماعيل) و(امه وزوجته المصريتان)([xx]). وليس صدفة إن المصادر السريانية واليونانية والعبرية كانت (قبل الاسلام) تطلق على (العرب) (الهاجريون، والاسماعيليون)([xxi]). إن هذه القصة مثل جميع القصص الدينية والاساطير، مهما اختلفنا حولها فأنها تعبير عن فكرة معينة لها جذور تاريخية. أي إنها تعبير عن فكرة بأن(العرب) هم نتاج (سامي مشرقي - حامي مصري شمال افريقي). وقد يصح توكيد هذا من خلال ما بينته البحوث الجينية الأخيرة عن وجود السلالة الحامية بين الشاميين الى معدل 25% وعموم العراق والجزيرة العربية بحوالي 15%([xxii]).

2- احتواء العربية على جميع (الاصوات الحامية: الحلقية) والاطباق، إن معاينة اللغات السامية والحامية يكشف على أن الاصوات الحلقية: (ع، غ، ح، خ، هـ، ء) هي أساساً من خصوصيات اللغات الحامية، وإن اللغات السامية قد اقتبستها منها، والدليل المعقول على هذا:

إن جميع اللغات الحامية مثل المصرية والبربرية وغيرها تحتوي عليها، بينما بعض اللغات السامية تخلوا منها. فمثلا ان (اللغة الاكدية ولهجاتها البابلية والآشورية) تحتوي فقط على (الهمزة والخاء). أما اللغات الكنعانية (الفينيقية والعبرية والمؤابية.. الخ..) فتحتوي على بعضها، ففي العبرية تم دمج (الحاء والخاء).

لكن ما يجلب الانتباه إن (العربية، مع لغة اليمن القديمة: العربية الجنوبية) الوحيدة التي تحتوي على هذه الاصوات الستة كاملة. كذلك احتوائها على جميع (أصوات الاطباق: velarization):(القاف، والصاد، والطاء والضاد، والظاء)، بينما باقي اللغات السامية تحتوي الاقل، فمثلا في الاكدية والعبرية يتم التعويض عن: (ض، ظ) بـ (ص)، وفي الآرامية تحولت الى (ق، أو ع)([xxiii]). ولعل هذا يعود الى علاقة اهل اليمن التاريخية بألحبشة وعموم القسم الافريقي من البحر الاحمر، ولغاتهم متنوعة سامية وحامية. وليس صدفة ان اعتبرت التوراة بعض قبائل اليمن من الكوشيين ابناء حام)([xxiv])

ومن دلائل ادراك اللغوين العرب القدماء الى تأثر العربية بالمصرية، إنهم إول من درس الهيروغليفية وحاول فهم معانيها، مثل (ابن الفاتك الدمشقي) و(جابر بن حيان الحراني) و(ذو النون المصري)، ومن أشهرهم العالم العباسي العراقي (ابن وحشية)([xxv]).

3ـ ان (الاسلام) ظهر كـ(دين) جامع بصورة طبيعية لاديان المنطقة، وبالذات (اليهودية والمسيحية). كما وضحنا قبل قليل، بأن (اليهودية) قد تبنت العقيدة (النهرينية العراقية) التي تتمحور حول (الحياة الدنيا وانتظار المخلص: تموز اله الخصب والحياة) وعدم الايمان بالحياة الآخرة، بعد مزجها بميراثات القبائل البدوية العبرانية(التوراة) تعني (التراث).([xxvi]) ثم بعد ذلك إنبثقت (العرفانية ـ الغنوصية) وذروتها (المسيحية) ثم (الاسلام)، نتيجة تلاقي (عقيدة ألآخرة ويوم الحساب) المصرية، و(عقيدة عودة تموز، المهدي المنتظر) العراقية. ليس صدفة ابدا، ان الاسلام اعتبر نفسه مكملا للاديان السابقة للمنطقة، ولم يعتبر نفسه مثلا مكملا للبوذية او الهندوسية او المجوسية او عقائد اوربا (اليونان والرومان)!([xxvii])

ــــــ

المصادر المذكورة:

[i] ـ عن الحضور القديم جدا للعرب في بادية الشام، هنالك معلومات مهمة في:
ـ المفصل في تاريخ العرب قبل الاسلام: جواد علي: الفصل الرابع عشر: العرب في الهلال الخصيب

[ii] ـ عن تاريخ استخدام الابل ابحث عن:

ـ نقاش علمي مفصل في ويكيبديا الانكليزية:( History ـ Camel)

ـ مقال: عظام جمل بفلسطين تصحح قصة التوراة عن النبي إبراهيم

ـ مقال: سجال يهودي حول الجمال والأنبياء تنحاز فيه سوريا للتوراة

كذلك عن شيوع استخدام الحمير والبغال قبل الخيول والجمال:
ـ قبل الخيول.. قصة مثيرة عن "الحمير الهجينة" في بلاد الرافدين

[iii] ـ عن منشأ الخط العربي في الحيرة(الكوفة) والانبار:
ـ ذكر (ابن عبد ربّه في العقد الفريد :2 : ص 205): "وحكوا أنّ ثلاث نفر من طيء اجتمعوا ببقعة وهم مرامر بن مرّة وأسلم بن سدرة وعامر بن جدرة فوضعوا الخطّ وقاسوا هجاء العربيّة على هجاء السريانيّة فتعلّمه قوم من الأنبار وجاء الإسلام وليس أحد يكتب بالعربية غير بضعة عشر إنساناً".

ـ كذلك : الفهرست "ص4/ السيوطيّ في المزهر "1: 390"/ البلاذري في فتوح البلدان"ص471"

[iv] - (اللغات الحامية) بصورة أوسع تضم أيضا (اللغات التشادية، والكوشية: مثل الصومالية).

[v] - عن المشتركات بين اللغات السامية والحامية، ابحث في ويكيبديا الانكليزية والفرنسية، عن:

Afroasiatic languages/- Langues chamito-sémitiques

[vi] - عن سلالات شعوب العالم العربي، وأصولها ومشتركاتها، ابحث عن:
- قائمة جينات الشعوب العربية: مجموعات هابلوغروبات Y-DNA في سكان الشرق الأوسط
- عن البحوث الجينية على رفات النطوفيين ووجود السلالة الحامية:

- Genomic insights into the origin of farming in the ancient Near East

- عن الفحص الجيني على رفات في (مغارة تافوغالت) في المغرب:

- Pleistocene North African genomes link Near Eastern and sub-Saharan African human populations.

- كذلك ابحث عن: Haplogroupe E1b1b (Y-ADN) – Eupedia

[vii] - عن الاصل النطوفي الشامي للغات السامية الحامية والعالمان الروسيان (Alexander Militarev et Viktor Shnirelman):
ـ Peter S. Bellwood et Colin Renfrew (dir.), Examining the Farming/Language Dispersal Hypothesis, Cambridge, McDonald Institute for Archaeological Research, 2002, p. 136.

ـ Winfried Nöth (1994). Origins of Semiosis: Sign Evolution in Nature and Culture. p. 293

ـ Roger Blench, Matthew Spriggs (2003). Archaeology and Language IV: Language Change and Cultural Transformation. p. 70.

ـ كذلك ابحث في ويكيبيديا الفرنسية، عن: Natoufien/ Langue/ وبالانكليزي: Natufian culture/Language

[viii] ـ عن نسب السلالة (E1b1b) لدى الشاميين: الاردن مع البدو 26% ... لبنان 19%.. فلسطين 19%.. سوريا 11%.. يهود اسرائيل 20%
معاينة القائمة ، ابحث عن: ويكيبيديا الانكليزية: Y-DNA haplogroups by ethnic group

[ix] - عن منشأ السامية، ابحث في ويكبيديا:
ـ بالانكليزية: (Ancient Semitic-speaking peoples Semitic languages :)

ـ بالفرنسية: (Évolution historique et expansion géographique:Langues sémitiques)

بالنسبة للاصل الشمال افريقي للسامية الاولية:

-Daniel F. Mc Call, The Afroasiatic Language Phylum: African in Origin, or Asian ? The University of Chicago Press, 1998 (en).

-Christophe Ehret, S. O. Y. Keita, Paul Newman et Peter Bellwood, « The Origins of Afroasiatic »] revue Science du 3 décembre 2004, Vol. 306. no. 5702, page 1680.

[x] ـ عن العلاقات التاريخية بين العراق والشام ومصر، طالع:
ـ محمد الطاهر رضوان محمد ، التأثيرات الحضارية المتبادلة بين مصر والعراق وبلاد الشام (منذ أقدم العصور حتي نهاية الدولة الوسطي) رسالة ماجستير ، جامعة طنطا 2017 ص 5.

ـ الجذور التاريخية للعلاقات المصرية ببلاد الشام / عبد الغني غالي فارس السعدون

ـ تأثير الحضارة السورية على الحضارة المصرية/ د. لينا محسن

[xi] - عن الدور التاريخي الحضاري لمصر والشام العراق، ابحث عن دراساتنا العديدة عن هذه الموضوعات الحساسة والجديدة:

ـ العراق ومصر والشام، مهد أول حضارة في التاريخ: ماهي الحضارة الشرقية القديمة؟

ـ الاصول الدينية العراقية المصرية للأديان السماوية: اليهودية والمسيحية والاسلام!

[xii]- ابحث بالعربي : تاريخ استئناس الجمل، وبالانكليزي: Camelus dromedarius
بالنسبة لوجود الجمال في شمال افريقيا، ابحث عن: الجمل في ما قبل التاريخ الشمال الإفريقي/ لخضر بن بوزيد.

[xiii]- عن تاريخ ظهور العرب، ابحث عن دراستنا: العرب: اصلهم وتاريخهم.. من اجل فهم جديد، واقعي وانساني/ سليم مطر.

[xiv] ـ عن دور الاساس الفينقي في تعريب شمال افريقيا، طالع كتاب: ماضي شمال افريقيا/ غوتيهE.F. GAUTIER / المعلومة ص 100

[xv] ـ عن العرب في مصر قبل الاسلام، ابحث عن دراسة موثقة: كتاب اللغة العربية في مصر قبل الإسلام/ د. أحمد مختار عمر

التجارة عن طريق سيناء وعن طريق المواني ء، واستقرار عدد من القبائل باشراف السلطات الرومانية الحاكمة

16ـ عن اليهود وبابل، وعن تاريخ تدوين التوراة، رغم محاولات التوراتيين باصطناع آثار تؤكد تاريخ التدوين مع التاريخ الديني، الا ان هنالك اتفاق على ان التدوين الحقيقي والنهائي للتوراة تم اثناء تواجدهم في بابل بعد القرن 6 ق.م . ابحث عن:

بالعربي: ـ كتابنا المعنون: تاريخ العراق: الارض والشعب والدولة/ ص 107: ملحق: اليهودية، ديانة بابلية: حقيقة السبي البابلي؟

ـ كتاب: بابل والتوراة/ الاب سهيل قاشا

ـ العراق البلد الأكثر ذكرا في التوراة/ صباح اصلان
بالانكليزي: How do we know that the Old Testament was mostly written during the Babylonian captivity

Genesis 1-11 was written during the Babylonian exile
بالفرنسي: L'Ancien Testament et l'exil/ كذللك: La bible face a la critique historique

[xvi]- عن دور المسيحية الشرقية، ابحث عن دراستنا: نحو رؤية جديدة لتاريخ الاديان: مثال المسيحية والاسلام/ سليم مطر.

ـ كذلك: تاريخ المسيحيين العرب/ ويكيبيديا

[xvii] ـ عن طوائف المسيحية في الشرق، ابحث عن : الاريوسية واليعقوبية والقبطية والنسطورية والدوناتية..
كذلك درساتنا السابقة، مصدر رقم 5

[xviii] ـ عن المسيحية في سيناء: سيناء اصبحت ملجأ للرهبان المسيحيين الهاربين من السيطرة البيزنطية

حكاية نقوش الأنباط بسيناء..

[xix]- لأخذ فكرة عن الطروحات السائدة حول الاصل السومري أو المصري، للعربية، ابحث عن موضوع اللغة المصرية والعربية:

- علا العجيزي.. في قرابة اللغتين العربية والمصرية القديمة.

- معجم الفرائد البهية في قواعد اللغة الهيروغليفية: أحمد كمال باشا.

- كتاب «الهيروغليفية والعربية… لغة واحدة وأبجدية واحدة.

- کلمات مصرية قديمة في لغتنا العربية/ سمير اديب.

وهو يذكر هذه المعلومة المهمة عن التشابه بين العربية والمصرية:
((واللغة المصرية القديمة فيها الاسم الجامد، والمشتق، والفعل بأزمانه، والظرف (ظرف الزمان وظرف المکان)، وحروف العطف، والتذکير والتأنيث، ثم المفرد والمثنى والجمع، والضمائر المتصلة والمنفصلة، والبناء للمعلوم والمجهول، والصفة تتبع الموصوف، والإضافة المباشرة، والإضافة باللام (کقولك کتاب محمد وکتاب لمحمد)، ثم النسب بالياء، وفيها الحال والتمييز، والجملة الاسمية والجملة الفعلية... الخ. ولعل الأکثر دلالة على صلة الرحم القديمة بين اللغة المصرية القديمة واللغة العربية هو وجود صلات جوهرية بين قواعد النحو في کل منهما، على الرغم من اختلاف صور الکتابة بينهما، ومن ذلك:

وجود حروف الحاء والعين والقاف في اللغة المصرية القديمة. شيوع المصدر الثلاثي لأفعالها، غلبة الفعل المعتل الآخر فيها، سبق الفعل الفاعل، إلحاق الصفة بالموصوف، استخدام صيغة المثنى، إضافة تاء التأنيث في نهاية بعض الأسماء والصفات المؤنثة، استخدام ياء النسبة، تمييز البعض عن الکل)).

- أما عن موضوع السومرية والعربية فابحث عن الكتاب الشهير والمهم للباحث الليبي: الدكتور عبد المنعم المحجوب:

- ما قبل اللغة، الجذور السومرية للغة العربية واللغات الأفروآسيوية (يمكن أيضاً الحصول عليه Pdf). ابحث أيضاً عن عرض جيد لهذا الكتاب: قراءة في كتاب: ما قبل اللغة الجذور السومرية لنشأة اللغة العربية واللغات الأفروآسيوية لعبد المنعم المحجوب.

[xx]- عن اسماعيل: التوراة: 1التكوين، الإصحاح السادس عشر، الآية 4 وبعدها، الإصحاح السابع عشر، الآية 18 وبعدها، الإصحاح الخامس والعشرون، الآية 8 وبعدها.

كذلك ابحث عن اسماعيل في القرآن، ومفصل في عدة سور.

[xxi]- ابحث عن : هاجريون/ اسماعيليون. كذلك: كتاب: المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام/ جواد علي/ جزء 2 ص 113.

[xxii]- عن جينات شعوب الشرق الاوسط، ابحث عن: Y-DNA haplogroups in populations of the Near East

ـ عن نسب انتشار هذه الجينة، ابحث عن: Haplogroup_E1b1b_Y-DNA

[xxiii]- عن أصوات الحلق والاطباق في اللغات السامية والحامية، ابحث عن:
- اسس علم اللغة الحديث/ د. محمود فهمي حجازي.

- فصائل اللغات (الحامية - السامية)/ د. علي عبد الواحد وافي.

- الاصوات البشرية/ الراصد العربي.

[xxiv] ـ التوراة 1 التكوين، الإصحاح العاشر، الآية 7 وما بعدها

كذلك المفصل: الفصل العاشر: ابناء كوش

[xxv]- عن كتاب (ابن وحشية) ابحث عن موضوع: جهود العلماء العرب في فك رموز الكتابة المصرية القديمة/ حسام زيدان، والذي يقول فيه: "أحمد بن أبي بكر بن وحشية"، وهو عالم عاش في العراق في القرنين التاسع والعاشر الميلاديين وكتب في كل شيء من الكيمياء إلى البيئة فالزراعة وثقافات ما قبل الإسلام. وتمت ترجمة مؤلف ابن وحشية عن أنظمة الكتابة القديمة وعنوانه "شوق المستهام في معرفة رموز الأقلام" إلى الإنجليزية ونُشر في لندن عام 1806 قبل أن يبدأ "شامبليون" عمله على حجر رشيد الذي استطاع به فك رموز الكتابة الهيروغليفية عن طريق قراءة النص المنقوش عليه بالهيروغليفية والديموطيقية واليونانية. الشيء المهم أن المسلمين أدركوا أنها ليست صوراً كما كان سائداً بين الكتاب الكلاسيكيين في أوروبا. فقد كان ابن وحشية أول باحث على الإطلاق يتحدث عن الرموز الدالة على المعنى.

[xxvi] ـ عن اليهود وبابل، ابحث عن:

ـ كتابنا المعنون: تاريخ العراق: الارض والشعب والدولة/ ص 107: ملحق: اليهودية، ديانة بابلية: حقيقة السبي البابلي؟

ـ كتاب: بابل والتوراة/ الاب سهيل قاشا
ـ العراق البلد الأكثر ذكرا في التوراة/ صباح اصلان

[xxvii] ـ عن الاساس المسيحي لانبثاق الاسلام، ابحث عن دراستنا:

ـ سليم مطر: نحو رؤية جديدة لتاريخ الاديان: مثال المسيحية والاسلام..

height: 1000vh } @media screen and (max-width: 768px){ ::-webkit-scrollbar { -webkit-appearance: none; } }