تركيا وايران: ثلاثة آلاف عام من العلاقات الاحتلالية والثقافية مع (العالم العربي)

PLATO IRAN TURKY

لو راجعنا تاريخ العالم العربي(الشرق: شرق البحر المتوسط)، للاحظنا استمرارية ثلاث مناطق طالما ساعدتها الجغرافيا الجبلية والهضابية على تكوين الامبراطوريات الكبرى على حساب احتلال هذا (العالم العربي): (اوربا) و(ايران) و(الاناضول: تركيا). سبق وان درسنا تاريخ العلاقات مع اوربا([1])، والان ندرس باختصار الجارتين ايران وتركيا.

ـ الموقع والبيئة الجغرافية، تخلق في أي(بلد) نوعا من (الغريزة والسلوكيات الحتمية) التي تحدد (الثابت والمتكرر) في سياستها مع جيرانها، مهما تغير فيها الدين واللغة والعرق!

ـ تاريخ (ايران: فارس) و(تركيا: الاناضول: آسيا الصغرى)، منذ اكثر من ثلاثة آلاف عام وحتى الآن، يكشف بصورة قاطعة عن ان كل منهما يشتركان في (غريزة وسلوكية محتمة) في علاقتهما بـ:(العالم العربي: شرق المتوسط: الشرق) يمكن اختصارها في هذين الثابتين:

1ـ حاجتهما للتوسع والاحتلال وتكوين الامبراطوريات على حساب الجيران، ومنها بلدان (العالم العربي: الشرق).

2ـ رغم قدرتهما على تأسيس الامبراطوريات وذكائهما العسكري والاداري والسياسي، الا انهما يعانيان (طبيعيا وبيئيا) من (الضعف الثقافي والحضاري)، فيضطران دائما الى اقتباس وتبني (الثقافة والدين وعموم الحضارة ) الموجودة لدى جيرانهما في (العالم العربي: الشرق).([2])

IRAN TURKY

اسرائيل، استمرارية طبيعية تاريخية، للدول الاوربية التي تعاقبت على احتلال المنطقة: اليونان ثم الرومان، ثم الصليبيون، ثم الاستعمار الغربي الحديث الذي خلق ولا زال يرعى اسرائيل لانها تمثله فعليا وحرفيا في المنطقة.لهذا يصح القول: ان منافسة ايران مع اسرائيل وامريكا، ابدا ليس له علاقة بالاسلام ولا بفلسطين، بل هي منافسة اللصوص لتقاسم الغنيمة

Capture décran 2024 04 12 102736

طيلة التاريخ، منذ الفراعنة والبابليين، ومرورا بالعرب المسلمين، وحتى العصر الحديث:

ـ ايران والاناضول تشاركت لفترة ثمان قرون متقطعة باحتلال بلدان منطقتنا

ـ بينما بلدان منطقتنا: لم تحتل ابدا الاناضول../ اما (ايران)، فقط(العرب المسلمون) قد تمكنوا من احتلالها لفترة قرنين فقط. ويبدو ان نجاح العرب تم بفضل (جيوش اهل اليمن) لانهم من اهل (جبال اليمن) الصعبة (ارتفاع صنعاء 2250 متر).

1ـ لم يتم ابدا (احتلال الاناضول)، وحتى عندما تمكن (العرب: الامويون) من انهاء الاحتلال (البيزنطي الاناضولي) للشام ومصر وشمال افريقيا، لكنهم فشلوا بحريا وبريا باحتلال مقر الدولة البيزنطية في الاناضول، بسبب البرد والجبال. بينما (الاناضول: حيثيون ثم بيزنط ثم عثمانيون) احتلوا (العالم العربي) لحوالي ثمانية قرون متقطعة.

2 ان المرة الوحيدة التي تمكن بها (العالم العربي) من احتلال (ايران)،هي فقط فقط في(الحقبة العربية الاسلامية) في (الفترة الاموية واول الفترة العباسية)، ومجموعها كلها لا تتجاوز (القرنين)، اذا سرعان ما تكونت في ايران وجوارها، منذ القرن الثامن (205 هـ) دول مستقلة من قبائل عربية وافغانية وتركية وايرانية: الطاهرية، والصفارية والسامانية والبويهية.. الخ.. بينما مجموع الاحتلالات التي قامت بها دول ايران تتجاوز(سبعة قرون) وتركزت اساسا على (العراق)، (كذلك فترة قرنين نجح فيها الاخمين الايرانيون من احتلال الشام مصر)..... (تفاصيل الاحتلالات تحت)

قبل ان نسرد تاريخ وقائع هاذين (الثابتين المتكررين) لكل من (تركيا وايران)، يتوجب ان نجيب على السؤال المنطقي التالي:

ـ لماذ يشترك البلدان في هاتين (الغريزتين او الثابتين)؟

PLATEU1

صورة تبسيطية لمعنى الهضبة: اي ارض مرتفعة، واسعة او محدودة، لكنها شبه منبسطة، وعموما تكون محاطة بالجبال.

ـ الجواب: لانهما يشتركان ويتشابهان في: الموقع والبيئة الجغرافية. فكلا البلدين يتكون من (هضبة عالية محمية بسلاسل جبلية عملاقة):

PROCH ORIENT

ـ هضبة ايران: وهي عبارة عن منخفضات عديدة متوسط ارتفاعها حوالي 900 متر. وتفصلها عن بعضها جبال تمنع التواصل بينها. وهذه الهضبة محاطة بما يشبه مثلث جدران عملاقة من سلاسل جبلية تبلغ ارتفاعاتها من 3000 الى 4000 متر. ثم مما يزيد في صعوبة الحياة في هذه الهضبة ان فيها اثنان من الصحاري المالحة (لوط وكافر) الخالية من النبات والحيوان والبشر. اما (العاصمة طهران) شمال الهضبة ارتفاعها حوالي 2000 م).

IRAN n

ثم مما يزيد في انغلاق(ايران)، انها على عكس (تركيا) محرومة من (السهول الساحلية)، إذ تحتوي على سهل واحد عند(بحر قزوين: وهو بحيرة مغلقة وليس بحرا!)، وهو سهل محدود وضيق ومفصول عمليا بجبال البورز. اما السهل الحقيقي فهو( بلاد الاحواز ـ عيلام) التي هي جزء طبيعي وتاريخي وسكاني من السهل الجنوبي العراقي، ومفصول عن ايران بجبال زاغروس، وقد احتلته ايران عام 1925. ([3])

ـ هضبة تركيا (الاناضول: Anatolia): يبلغ متوسط ارتفاعاتها بين(800 و 1200 متر). ولكنها محاطة بسلاسل جبلية تبلغ حوالي 4000 متر. وتشكل هذه الهضبة الجبلية حوالي 90% من مساحة تركيا. لهذا فأن غالبية مدنها وقراها، اما في او بمحاذات هذه الجبال. العاصمة (انقرا) في وسط الهضبة، حوالي(الف متر)، كذلك (ارضروم: 1890 م، قونيا: 1016/ القيصرية: 1054 م). ولكن (تركيا) مقارنة بـ(ايران)، تتميز بانها تمتلك مدنا كبيرة على سواحل بحرية شاسعة، مثل: (اسطنبول وازمير). وهذا منحها افضلية( اتصالية وانفتاحية وثقافية) افضل بكثير من ايران.

turkey topographic map

ـ شخصية اهل الجبال والهضاب المرتفعة

هنالك ناحيتان في المناطق الجبلية، تلعبان دورا حاسما في تكوين السكان، بدنيا ونفسيا بصورة (جينية) يتوارثونها من الاسلاف([4]):

الموانع الجبلية ومخاطرها الصخرية والثلجية، التي تخلق نوعا من العزلة بين القرى والمدن بسبب صعوبة التنقل والتواصل، وخصوصا في الشتاء حيث ينعدم التنقل والسفر بسبب مخاطر البرد والعواصف والثلوج. ثم ان السير عادة يكون في دروب ضيقة قد تكون محاذية لحفر ووديان وصخور خطرة، واية عثرة قد تسبب سقطة مميتة. كذلك هنالك احتمالات وجود اعداء مختبئون خلف الصخور. لهذا فأن (انسان الجبال) يجب ان يكون حاضرا منتبها حوله والى دربه المليئ بالاحجار والعثرات والمخاطر. وان يتحلى:

بمقدرة كافية على التحمل البدني والنفسي، ويتمتع بذكاء عملي واقعي منظم وصبور.

ولكن هذه البيئة تخلق عيوبها الخاصة. ففيها عموما يكون الافق محدودا لأن مد البصر يواجه بجدران الجبال المحيطة. لهذا يكون انسان الجبال ضيق الافق يصعب عليه الخيال وانفتاح الأفق، ويأخذ الامور مباشرة وبدرجة من الجدية تبلغ حد السذاجة والتصديق السريع. ثم ان عزلته الجبلية ومحدودية الاتصالات تمنحه قدرة على تحمل العزلة وعدم الميل الى الكلام والحوار وروح الفرفشة والنكتة والحيلة. ان روحه العملية الواقعية الملتزمة المنتظمة لا تسمح له بتفضيل المتع واللعب والتفكير. باختصار ان الشخصية الجبلية جادة وباطنية ومنتظمة وصبورة، كذلك عنيدة وضيقة الافق ولا تحتمل الجدل والخلاف وذكائها عملي اداري.

2ـ (الارتفاعات وقلة الاوكسجين): من المعلوم ان (كمية الاوكسجين) في الهواء تقل كلما ارتفعنا في الجو الى حد 60% مقارنة بهواء السهول وسطح البحر. لهذا فأن اهل الجبال تكون لديهم(الرئة) اوسع وانشط كي تعوض عن النقص، مقارنة باهل السهول حيث تكون الرئة اقل سعة ونشاطا بسبب توفر الاوكسجين. يضاف الى هذا هنالك زيادة الضغط الجوي على اهل الجبال الى حد 74% أكثر من السهول. ولهذا تنتشر بين من اعتادوا جينيا على الجبال، امراض الدماغ والرئة، مما يصاحبها من تعب وكآبة وغيرها.(نفس المصدر السابق)

ان هذه الحالة (الطبيعية والخلقية) تلعب دورا حاسما في التمايز (الخلقي والنشاطي والعقلي) بين(اهل الجبال) و(اهل السهول):

ـ ان الانسان الجبلي عندما يهبط الى السهول، فانه يكون انشط واقوى لانه يحصل على اوكسجين بسهولة ووفرة اكثر مما تعود عليه.

ـ على العكس تماما، ان انسان السهول، يكون اخمل واضعف عندما يصعد الى الجبال، لانه يحصل على اوكسجين باصعب واقل مما تعود عليه.

والنتيجة من هاتين الناحيتين: الجبال والارتفاعات، تؤدي الى التالي:

ـ ان اهل الجبال يمتلكون: امتياز السهولة العسكرية بالهبوط واحتلال السهول. كذلك هم يتفوقون على اهل السهول بقدراتهم الطبيعية البدنية والنفسية: التحملية والعملية والتنظيمية.

الجبال وتكوين الدولة

هنالك فرق حاسم بين البلدان الجبلية: تلك (الخالية من هضبة واسعة)، والتي( تمتلك هضبة). لأن (الجبال وحدها مثل البوادي القاحلة)، هي موانع طبيعية تصعب التوحد المجتمعي وبناء المراكز الحضرية الكبيرة المتواصلة مع بعضها، وبالتالي تمنع من(بناء دولة كبيرة مركزية وثقافة جامعة). واقصى ما تستطيعه تكوين(مشايخ) متنافسة وثقافات مشتتة، مثل حال(بوادي العرب والبربر)، كذلك (جبال: الاكراد، والبربر، والقفقاس).

ولكن الامر يختلف تماما لو توفرت في هذه البلدان الجبلية (هضبة شاسعة: مثل هضبتي تركيا وايران)، أي مساحة واسعة وشبه مستوية تسمح بتكوين مراكز حضرية متواصلة، وبالتالي (ثقافة متقاربة) و(دولة قوية) محمية طبيعيا بالجبال المحيطة.([5]). وفي بنفس الوقت فأن ارتفاعاتها الهضابية الجبلية تمنحها القدرة على الانسياح والسيطرة على (سهول الجيران) المجاورين لها كما هو حال: (العالم العربي)، لانه عموما اراضي سهلية منخفضة غير محمية بجبال، مما جعله طيلة التاريخ في وضع(المدافع الضعيف جغرافيا) الذي طالما سهل احتلاله العسكري من جيرانه الجبليين: (ايران والاناضول)، بالاضافة الى(اوربا البحر المتوسط).([6])
سكان الجبال ونقص الابتكار الثقافي والحضاري

من يلقِ نظرة على تاريخ العالم وحضاراته، يلاحظ أن جميع الحضارات الكبرى بما فيها الحضارة الغربية الحالية أقيمت في السهول. يكفي معرفة ارتفاعات العواصم الحضارية المعروفة: مصر، العراق، الصين، اليونان، روما، الهند، وصولا إلى إنكلترا وفرنسا وألمانيا. جميعها حضارات سهلية وعواصمها في السهول التي لا ترتفع عن مستوى سطح البحر، أما الجزر والجبال وبوادي الرمال أو الثلوج، فبسبب العزلة وصعوبة التواصل، لا تسمح بانبثاق دولة قوية ولا حضارة زاهية. (مثال: جبال كردستان، وصحراء نجد وتركستان وثلوج سيبيريا، وجزر أندونيسيا وجنوب آسيا... إلخ). لكن الهضاب الجبلية العالية والواسعة، مثل الأناضول وإيران عكس ذلك تسمح بتأسيس دول قوية محمية بالجبال، بل إنها تصبح قلاعاً حصينة تتوسع نحو البلدان المحيطة بها لتشكل إمبراطوريات كبرى، آخرها الصفوية الإيرانية والعثمانية التركية، ولكن بنفس الوقت ــ كما ذكرنا ــ فإن طبيعتها الجدية والعملية تمنعها من تكوين حضارات ثقافية متميزة، وأقصى ما تستطيعه أن تكسب الحضارة من الآخرين.

جغرافيا (العالم العربي: شرق المتوسط): سهول وسواحل مع جبال

MDITERANA 2

نعم صحيح هنالك جبال وهضاب في بعض البلدان العربية، وبالذات الحدودية مع (ايران وتركيا) مثل (جبال العراق وبلدان الشام) وكذلك اليمن والحجاز وبلدان المغارب. لكن الفرق الكبير بين الطرفين: ان هضابنا عموما قاحلة لا تسمح بتكوين المدن والدول. اما (دولتي ايران وتركيا) تتمركزان في (هضبتين عاليتين) طبيعتهما مهما كانت صعبة، لكنهما تسمحان بالعيش وتكوين المدن والدول، وخصوصا انهما محميتان بجبال شامخة وصعبة. بينما دولنا ومدننا، تتمركز في (السهول والسواحل) المنفتحة والسهلة التواصل والاقتحام. ان اهم مدن (العالم العربي) تقع في مستوى سطح البحر: (بغداد، وغالبية مدن العراق بما فيها الكردية: بين 0 و300 متر ). كذلك (دمشق: 680) و(حمص: 501) و(بيروت: 0 م) و(عمان: 777) و(القاهرة، مع جميع مدن مصر: 0)، و(تونس العاصمة: 4)، و(الجزائر العاصمة: ساحل ثم مرتفع 424) و(الرباط: ساحل ثم مرتفع 160). هنالك استثناء وحيد تقريبا الا وهو(اليمن) حيث تسمح الجبال وبعض الهضاب المحدودة بتكوين المدن، مثل العاصمة(صنعاء: 2 250 متر) و(صعدة: 1 836)، بينما عاصمة الجنوب الساحلية(عدن: 0).([7])

هكذا فان غالبية (سكان العالم العربي) وبالذات في المشرق، يعيشون في مناطق سهلية (أنهار وضفاف بحار) ومفتوحة بآفاق لا محدودة. فترى واحدهم عموماً يسير في دروب عريضة منبسطة متربة لا تتطلب الكثير من الانتباه، وتسمح له بالنظر إلى الآفاق وتأمل السماء والانسراح في الخيال. إضافة إلى أنها طبيعة دافئة معظم السنة، فتعوَّدَ النوم تحت النجوم والغرق في تأملها وحسابها، وتمضية ساعات السمر في عراء الليالي الدافئة.

هذه البيئة السهلية النهرية الدافئة، تخلق روحا حساسة للجمال وقدرة على التخيل والتحليل والإبداع. تميل إلى الحوار والتفكير وحُب المتعة والغناء وإشباع ملذات البدن، من طبخ وطعام وجنس وحياة اجتماعية. ثم هنالك علاقة دائمة مع السماء بنجومها ومجاهيلها المحيرة، خلقت اديان مرتبطة بالسماء والفلك والتنجيم وصولا الى الاديان السماوية.

 *  *  *

ديمومة التنافس والصراع بين(ايران) و(تركيا) بمواجهة المنافس الاكبر: (اوربا)، لاحتلال (العالم العربي)

       إذن هذا (الوضع الجبلي الهضابي) جعل (ايران والاناضول)، رغم قدراتهما على السيطرة والتوسع وتأسيس الامبراطوريات، الّا انهما ظلتا طيلة التاريخ مرتبطان بـ(الحضارة والثقافة: الكتابة واللغة والدين.. الخ) السائدة في (العالم العربي)، وبالذات (الهلال الخصيب: العراق والشام ومصر)، كما سنبين:            

                           الدول الاناضولية:( تركيا)، الاحتلالات والثقافة؟

1ـ الدولة الحيثية، حوالي 1600 ـ 1200 ق.م

55 1

 وعاصمتها (حاتوشا: Hattusha) وسط تركيا(قرب انقرا): وهي اول دولة قوية تظهر في المنطقة كانت قادرة على منافسة الدولتين(العراقية الاشورية، والمصرية) السائدتين وحدهما على عموم الشرق الاوسط منذ اكثر من الف عام، أي منذ الالف الثالث ق.م. وقد مرت هذه (الدولة الاناضولية) بحالات توسع سريعة ثم تراجع، اذ تمكنت من اسقاط (دولة بابل: العراق) ثم تراجعت ثم سيطرت على اجزاء اسعة من سوريا وشمال العراق. وقد اشتهرت هذ الدولة بـ(معاهدة قادش: 1258 ق.م) مع الدولة المصرية، بعد (معركة قادش: قرب حمص السورية) التي خاضها ضدهم(الفرعون رمسيس الثاني) والتي كانت بداية تراجعها ثم نهايتها بانقساماتها الداخلية، حتى قضى عليها (الاشوريون) في العراق وسوريا.([8])

ثقافتهم: الحيثيون لم يصنعوا (حضارة) لانهم لم يتركوا سوى نصوص عملية مكتوبة بـ(الخط المسماري العراقي)، وغالبيتها بـ( اللغة الاكدية العراقية) السائدة في المنطقة، وبعضها الاقل بلغتهم التي يعتقد بصورة غير مؤكدة بان بعضها(آرية: هندو اوربية).

2ـ الامبراطورية البيزنطية، بين 400 ـ 600 م:

1

مركزها(الاناضول) وعاصمتها(القسطنطينية: اسطنبول)، وقد ظهرت حوالي القرن الرابع م، بعد انقسام (الامبراطورية الرومانية) الى (غربية مقرها روما) و(شرقية: بيزنطة) ومقرها (القسطنطينية: اسطنبول). وقد ورثت عن (روما) احتلال جميع شرق المتوسط (العالم العربي الحالي) من سوريا الى ضفاف الاطلسي لأكثر من قرنين حتى الفتح العربي الاسلامي حوالي عام 600 م. لكنها استمرت في (الاناضول واليونان) حتى عام 1453، حيث سقطت على يد العثمانيين، أي مجموع تاريخها اكثر من الف عام!

ثقافتهم: يمكن اختصارها بناحيتين:

ـ انهم تبنوا(اليونانية) لغة جيرانهم التاريخيين في الشمال: اليونان، التي بقيت محتلة منهم لحوالي الف عام. وطبعا مع الكثير من المؤثرات الثقافية الفكرية والفنية والمعمارية اليونانية.

   ـ انهم تبنوا (المسيحية) ديانة جيرانهم التاريخيين في الجنوب، أي الشام ومصر. بل ان مشيد عاصمتهم هو(الامبراطور الروماني قسطنطين: القرن الرابع) الذي هو اول من اعلن عن تبنيه لـ(المسيحية). وهي كما نعرف ديانة شرقية (ابراهيمية) وتعبير طبيعي عن نهضة اهل الشرق بمواجهة حالة الخضوع الكلي السياسي والثقافي لـ(روما) ثم (القسطنطينية). وكان نجاح اهل الشرق بفرض (المسيحية) على محتليهم، بداية نهضتهم التي بلغت ذروتها بالفتح العربي الاسلامي وحضارته الكبرى.([9])

3ـ الامبراطورية العثمانية، بين 1500ـ 1900 م:

251255790 1042310902982854 7158188086087439493 n

وقد سبق قيامها قرون عديدة من كفاح (القبائل التركية البدوية المحاربة) التي استدعاها (العباسيون: بغداد) من موطنها الاصلي في (آسيا الوسطى: بلدان تركستان) لمحاربة (بدو اوربا: الصليبيون). وقد نجح هؤلاء(الترك) بتكوين دول عديدة في تركمانستان وافغانستان وايران، اهمها واكبرها (الدولة السلجوقية) التي استعان بها (العباسيون) ودخلت العراق عام(1055م) لمواجهة (الخطر الشيعي الفاطمي المصري).

ثم خلال قرون عدة استمر (الترك) باحتلال واستيطان (بيزنطا: الاناضول) حتى تمكنوا اخيرا عام من اسقاط عاصمتهم (القسطنطينية). رغم ان (الاناضول: بيزنطا) مع مجيء(الترك) قد تحولت من (المسيحية واللغة اليونانية) الى(الاسلام واللغة التركية والعربية)، الا ان(الطبيعة الجغرافية الهضابية الجبلية) بقيت هي نفسها نفسها، ومعها بقيت (الطبيعة التوسعية الاحتلالية) نحو (سهول وسواحل الشرق). فكان امرا (طبيعيا ومحتما) ان تقوم (الدولة العثمانية) منذ اول سنوات قيامها عام (1500م) باحتلال العالم العربي اجمعه عدى (جنوب الجزيرة العربية) و(المغرب الاقصى).

ثقافتهم: العثمانيون مثل اسلافهم (الحيثيون) ثم (البيزنط)، لم يخلقوت حضارة خاصة بهم، ولكنهم نجحوا بجعل (اللغة التركية: العثمانية) لغة الادارة والدولة، اما (العربية) فكانت لغة الدين والتعليم، مع تبني الكثير من (الميراث العربي الاسلامي).([10])

                           ايران، الاحتلال والثقافة

ان تاريخ تكوين الدولة في ايران، قد بدأ في القرن السادس ق.م، أي بعد دولة الاناضول(الحيثية) بحوالي الف عام،([11]) وبعد دول مصر والعراق بحوالي الفين عام:

1 ـ الدولة الأخمينيَّة ـ 550–330 ق.م:

Achaemenid Empire cylindrical projection

وهي الدولة التي يفتخر بها عادة الايرانيون ويبدأون بها تاريخهم الوطني، حيث تمكن مؤسسها(الملك كورش) من تحويل امارته الفارسية الى امبراطورية كبرى بعد احتلاله بابل(539 ق.م). حتى الآن يحتفل الايرانيون بـ(سقوط بابل) كـ(يوم وطني) باسم (يوم كورش)، كل عام نهاية(تشرين الاول ـ اكتوبر)!([12]). توسعت هذه الامبراطورية باحتلال الشام ومصر. وقد انتهت على يد اليونان (الاسكندر المقدوني) عام (331 ق.م).

ثقافتهم: في العراق، اكتشف الايرانيون الحضارة والثقافة بعد ان اتخذو من(بابل: العراق)([13]) عاصمة رئيسية وثقافية لامبراطوريتهم. فيها عرفوا (الكتابة المسمارية الاكدية) مع (الآرامية: لغة العراق وسوريا) كلغة رئيسية، بالاضافة الى تبني باقي نواحي الحضارة البابلية، اعياد وتقويم وعقائد وفنون.. الخ، ومن اهمها(عيد الربيع: عشتار) العراقي، الذي اطلقوا عليها اسم (نيروز: اليوم الجديد) ([14])

2 ـ الدولة الفرثية: 141 ق.م – 224 م :

بارثيون 1وهي قبيلة ايرانية تمكنت من تحويل امارتها الى دولة تابعة للسلوقيين اليونان. اخيرا تمكن احد ملوكهم (مهرداد) من تحويل دولته التابعة، الى امبراطورية كبرى، بعد تغلبه على السلوقيين عام 141 ق.م، واحتلال (بابل) ثم (سلوقيا ـ دجلة) ثم(سوسا ـ الاحواز).

ثقافتهم: بسبب هيمنة اليونان على المنطقة، فأن هذه الدولة الايرانية قد تبنت الثقافة اليونانية الى درجة انهم كتبوا على على عملتهم (نحن محبي الثقافة اليونانية). بالاضافة الى تأثرهم التقليدي بالثقافة العراقية، حيث اتخذوا من (سلوقيا ـ قرب بغداد) عاصمتهم الثقافية، بعد توسيعها وتغيير اسمها الى (قيطسفون) ولكن اسمها العراقي: (المدائن). ([15])

3ـ الدولة الساسانيَّة ـ 224–651:

Sasanian Empire map scaled

وهي عشيرة فارسية كانوا من كهنة المجوسية. وقد تمكن ملكهم (اردشير) من انهاء (الامبراطورية الفرثية) في معركة(هرمزدگان 224 م) في جنوب العراق والاحواز. وقد توسعت هذه الدولة مرات عدة نحو (الشام ومصر)، ولكنها تراجعت امام (البيزنط: الاناضول) الذين كانوا يحتلون الشام ومصر وشمال افريقيا.

ـ انتهىت هذه الدولة في العراق(معركة القادسية 636 م) على يد العرب المسلمين وهروب آخر ملك(يزدجرد الثالث) الى ايران حيث ظل يأمل باسترجاع العراق، رئة الامبراطورية، فاضطر العرب الى اجتياح ايران والانتصار في (معركة نهاوند 642 م) التي انهت تماما حلم (يزدجر) الذي هرب الى خرسان حيث اغتاله اتباعه الذين تبنوا الاسلام ونشروه، لقاء بقائهم في وظائفهم: (دهاقنة: موظفون).

ثقافتهم: تبنى الساسانيون بصورة كبيرة جدا (الثقافة العراقية) حيث أعلن(اردشير) من العاصمة(سلوقيا ـ قيطسفون ـ المدائن قرب بغداد) نهاية (الفرث) وتنصيب نفسه(شاه) الامبراطورية الساسانية. ومثل اسلافهم تبنوا ( اللغة الآرامية: السريانية) والثقافة السائدة في العراق، حتى ان (اللغة البهلوية الساسانية) قد اتخذت الابجدية والمفردات السريانية. ([16]) وقد رفض العراقيون تبني(المجوسية الايرانية) وفضلوا (المسيحية النسطورية) التي نشروها في انحاء الامبراطورية حتى في العائلة الساسانية الحاكمة. كذلك نشطت(الديانة المانوية العراقية) نسبة الى(ماني البابلي) ولغة كتبهم المقدسة هي(السريانية العراقية). ولهذا فأن زعماء المسيحية والمانوية قد تعرضوا للاضطهاد الدموي من قبل كهنة وسلطة المجوس، وتم اعدام( ماني البابلي: 276 م)، ثم (المرجع المسيحي العراقي: مار شمعون برصباعي: بن الصباغ: 344 م)، وذبح وحرق الآلاف من انصارهما.

الحقبة الاسلامية: العباسية واكذوبة الهيمنة الفارسية

ABBASIDعلى عكس كل ما صنعه المستشرقون العنصريون من اساطير عن (فارسية الدولة العباسية) فأن اية مراجعة ولو سريعة لهذه الحقبة تكشف لنا الوقائع التالية:

خلال خمسة قرون من عمر الخلافة العباسية ( 750 ـ 1258)، خضعت العاصمة (بغداد) لنفوذ القوى التالية حسب العصور التي مرت بها الخلافة:

ـ العصر العباسي الأول (750ـ 833): سيطرة عربية عراقية خالصة.([17])

ـ العصر العباسي الثاني (833ـ 945) نفوذ الاتراك وتشييد (سامراء) لهم.

ـ العصر العباسي الثالث (945ـ 1055) نفوذ بويهي ايراني

ـ العصر العباسي الرابع (1055 ــ 1136) نفوذ السلاجقة الاتراك

ـ العصر العباسي الخامس(1036 ـ 1258) استقلال الخليفة بالعراق

علماً، بأن جميع هذه الانواع من النفوذ ظلت فقط في الناحية السياسية العسكرية، ولم تمس حتى الجهاز الاداري الذي بقي بين مواطني كل بلد مسلم، وفي العراق ظل بيد العراقيين.[18]

أما الحياة الثقافية والاجتماعية في العراق، فلم تتأثر بهذه المتغيرات العسكرية في الخلافة، إلاّ في حالات محدودة، كما حصل مع (الاتراك) إذ اضطر(الخليفة المعتصم) أن يشَّيد لهم (مدينة سامراء) ليبعدهم عن (بغداد). هكذا بقيت حواضر العراق: (بغداد والكوفة والبصرة والموصل) مزدهرة بالثقافة واللغة العربية ومختلف نواحي الفنون والابداع الحضاري.

ايران من الدولة الصفوية حتى العصر الحالي

Safavid Empire 1501 1722 AD ar

بعد الاحتلال المغولي لجميع آسيا وبعض اوربا، واعقبه قيام الدول التركمانية، بقي العراق وايران في علاقات مشتبكة والخضوع لنفس الدول المحتلة. لكن ايران تمكنت اخيرا من تأسيس دولتها الوطنية المستقلة بفضل الاتراك الاذربيجانيين:

ـ الدولة الصفوية 1501 ـ 1722 م : كالعادة اتجه مؤسسها (اسماعيل الصفوي) لتحقيق الحلم الايراني الدائم: احتلال العراق، من اجل التحول الى امبراطورية. وكان من اول تدابيره انه قرر فرض(المذهب الشيعي)، ليكون مبررا لاحتلال العراق مقر مرجعيات ومقدسات الشيعة. وكذلك لمواجهة الامبراطورية العثمانية(السنيّة) الصاعدة. وفعلا تمكن من احتلال العراق لعشرين عام 1509ـ 1535، حيث تم طردهم من قبل العثمانيين. ثم عادوا ليسيطروا لبضعة اعوام 1624ـ1638. وكان فشلهم في الاستقرار في حكم العراق سببا حاسما في ديمومة ضعفهم ونهاية دولتهم على يد قبيلة افغانية.

هكذا استمرت غزوات ايران للعراق طيلة القرون الاخيرة، زمن العثمانيين وفي العصر الحديث، ومن اهم الاحداث:

ـ الاستيلاء على (الاحواز العربية العراقية) عام 1925 ، ثم اغتيال زعيمها (الشيخ خزعل الكعبي البصري).

ـ دعم التمردات الكردية لاجبار العراق على التنازل عن حقوقه الطبيعية في (شط العرب).

ـ دعوة الخميني الصريحة لأسقاط النظام العراقي وتكوين جمهورية اسلامية، مما ادى لنشوب الحرب المدمرة بين البلدين لتسعة اعوام.

ـ بعد عام 2003 ضمن توافق ايراني ـ امريكي حول العراق، تم تقاسم النفوذ بينهما من اجل تحقيق هدف واحد: تدمير العراق وإذلال شعبه وسرقة ثرواته، والعمل بكل الوسائل على ابقائه مريضا تابعا. كالعادة، صار العراق مركز التوسع الايراني في المنطقة، حيث امتد نفوذها الى لبنان وسوريا والجزيرة العربية، وتهدد بأن تصبح دولة نووية!

4DINE

حول اكذوبة اقدمية المجوسية وتأثيرها على اللاسلام والمسيحية، طالع هذه المحاضرة العلمية والغنية، عن حقيقة تدوين كتابهم المقدس(الافستا) في القرن الرابع الهجري:  ـ ابحث في يوتيب محاضرة اكاديمية غنية جدا عن حقيقية الزرادشتية(حقائق عن الإسلام صدمت الكثيرين) الاقتباس من الزرادشتية؟!

المصادر:
كما تعودنا، فأننا تماشيا مع عالم الانترنت، ولتسهيل الامر على الباحثين، نسجل هنا خصوصا الكتب والمصادر العلمية الموثوقة التي يمكن البحث عنها في الانترنت

 [1]  ـ ابحث عن درساتنا المنشورة: عشرة الاف عام من تاريخ العلاقات بين العالمين العربي والاوربي. سليم مطر

[2] ـ عن الفرق الكبير بين الثقافة والحضارة، ابحث عن دراستينا المنشورتين:
ـ ماهي الحضارة، وما فرقها عن الثقافة؟ هل نحن مقبلون على (حضارة عالمية جديدة): سليم مطر

ـ تاريخ العشق الامتلاكي الايراني للعراق. سليم مطر

[3] ـ الاحواز: من (حوز أي حوض: هور)، ومن( حوز: خوزستان) بعد تفريس اسمها. وتسمى ايضا (عربستان) وهي جزء طبيعي من سهل العراق الجنوبي ، وتاريخه الحضاري(عيلام) التي هي جزء من(حضارة بلاد النهرين: العراق) ثم مع العراق، اصبحت(سريانية مسيحية) فحيث ظهرت فيها (جامعة جند شابور: معسكر شابور)، ثم اصبحت مسلمة وعربية حيث تقطنها نفس عشائر جنوب العراق. وقد تمكنت ايران بموافقة بريطانيا التي تحتل العراق، من الاستيلاء عليها واعتقال ثم اغتيال اميرها(الشيخ خزعل الكعبي) عام 1925. وهي مركز النفط الايراني وساحلها الوحيد على الخليج العربي .

[4] ـ هذه مصادر غنية وتفصيلية عن عن شخصية اهل الجبال ابحث عن العناوين المنشورة التالية:
ـ 4 صفات للأشخاص الذين يعيشون في المناطق الجبلية

ـ هل أنت من سكان الجبال.. إذاً أنت تتمتع بهذه الصفات

ـ الذين يعيشون في مناطق أكثر ارتفاعاً يتمتعون بمزيج خاص من السمات

ـ ان سكان الجبال هم الاكثر فقرا في العالم، بسبب العزلة ومصاعب الحياة. ابحث عن:
ـ تقرير مغربي بعنوان: التنمية القروية: مجال المناطق الجبلية

ـ منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة: المناطق الجبلية

تشير التقديرات إلى احتواء كل رئة على 60% من جزيئات الأكسجين الموجودة على مستوى سطح البحر، عند ارتفاع 4000 متر. كذلك زيادة الضغط الجوي بنحو 74% من المعتاد.

: ابحث عن موضوع: تكيف البشر مع المرتفعات/ High-altitude adaptation in humans

ـ آثار الارتفاعات الشاهقة على البشر/ Effects of high altitude on humans

[5] ـ يمكن ايضا ن تطل الجبال على سواحل بحرية تسمح بتكوين المراكز الحضرية، مثل حال: سواحل جبال لبنان سوريا وفلسطين، وسواحل جبال الاطلس في الجزائر وتونس والمغرب). ولكن هذا الجمع بين الجبال والسواحل من اول واكبر خصوصيا جغرافيا اوربا، كما سنفصلها في دراسة قادمة عن: الشخصية العربية والشخصية الاوربية.

[6] ـ لقد بحثنا في موضوع اوربا، في دراستنا المننشورة: عشرة الاف عام من تاريخ العلاقات بين العالمين العربي والاوربي!

[7] ـ هنالك دراسات تذكر بأن احد اهم اسباب الصراع التاريخي الداخلي في اليمن، هو الفرق الجغرافي بين اليمن الشمال(الجبلي الشيعي الحوثي: صنعاء) والجنوبي السهلي الساحلي( السني الشافعي: عدن). راجع مثلا دراسة منشورة:
ـ التحليل الجغرافي لمشكلة الحوثين في اليمن

[8] ـ تم توقيع معاهدة سلام مصرية حيثية رسمية في عام 1258 قبل الميلاد بين المصريين والحيثيين. تم نقش المعاهدة على لوح من الفضة، ووصل الينا منها نسخة من الطين نجا في العاصمة الحيثية حاتوسا، ومعروضة في متحف الآثار في إسطنبول. وهناك نسخة طبق الاصل لمعاهدة قادش معلقة في المقر الدائم للأمم المتحدة كأول معاهدة سلام مكتوبة وموثقة في التاريخ. النسخ الحيثية منقوشة على ألواح الطين والنسخ المصرية مكتوبة على أوراق البردي.

ـ Egyptian–Hittite peace treaty

The haul included three tablets on which the text of the treaty was inscribed in the Akkadian language, a lingua franca of the time. Winckler immediately grasped the significance of the discovery:

[9]ـ عن مسيحية الشرق ودورها بظهور وانتصار الاسلام، طالع دراستنتا:

ـ نحو رؤية جديدة لتاريخ الاديان: مثال المسيحية والاسلام.. - سليم مطر

[10] ـ عن اللغة العربية في الدولة العثمانية، هذه قائمة بالكتب الموزّعة على المدرسين في المدارس العثمانية، وبيانها كالتالي :

في التفسير : كتاب الكشاف للزمخشري، وتفسير القاضي البيضاوي، وتفسير القرطبي، وتفسير الكاشاني، وتفسير الأصفهاني، وسعد الدين وقطب الدين، وفي الفقه واللغة : الهداية للميرغناني، والنهاية، وغاية البيان، وفتاوى قاضي خان، والبزودي، وشرح النووي على صحيح مسلم. وهي كلها باللغة العربية.
ابحث عن: اللغة العربية في الدولة العثمانية

[11] ـ طبعا هنالك العديد من الدويلات القديمة التي ظهرت في ايران، واهمها (الدولة الميدية: القرن السابع ق.م) التي يفتخر بها القوميون الاكراد،)، لكن تاريخ ايران الرسمي لا يهتم بها، لانها دول (امية) لم تترك اية كتابة ولا نقوش ولا اثار واضحة، بل تم التعرف عليها من خلال المصادر العراقية القديمة ثم اليونانية.

ـ ابحث عن: يوم كورش[12]

ـ خلال حوالي الف عام من الامكبراطوريات الايرانية قبل الاسلام، فأن كل ما تركته من (كتابات) هي:

1- تخت جمشبد - مدينة برسبوليس

2- نقش رستم - مدينة اصطخر

3- نقش رجب - مدينة اصطخر

4- نقش بيستون - مدينة بيستون

ـ راجع كتاب: ايران في عهذ الساسانيين: ص 421

ـ ابحث في يوتيب محاضرة اكاديمية غنية جدا عن حقيقية الزرادشتية:

(حقائق عن الإسلام صدمت الكثيرين) الاقتباس من الزرادشتية؟![13]

 [14] ـ  عن التأثر والاقتباس الدائم من قبل ايران للحضارة والثقافة العراقية، طالع دراستنا المنشورة:

ـ  جميع الامبراطوريات الايرانية، بدأت ثم انتهت في العراق. سليم مطر

[15] ـأ نفس المصدر السابق

[16] ـ من الأمور المدهشة في (اللغة البهلوية) ودليل لا يصدق على مدى جمود الخيال الإيراني في ذلك العصر، تقيدهم بأسلوب عجائبي يعرف بأسم (هزوارش hozvâresh)، أي: كتابة الكلمة الفارسية بنفس حروف الكلمة السريانية ولكنهم ينطقونها بالفارسي. مثلاً: كلمة (لحم)، فإنهم يكتبونها تماماً بالنطق السرياني: (بسرو، أي بشرة: جلد أو لحم)، ولكنهم ينطقونها بالفارسي (gousht ــ كوشت)! كذلك تسمية (شاهنشاه ــ ملك الملوك)، فإنهم يكتبونها (ملكن ملكا) السريانية لكنهم ينطقونها (شاهنشاه)! ولهذا بقيت هذه اللغة عصية على عموم الإيرانيين، وتحدد استخدامها ببعض الأمور الإدارية والدينية[16].

ــ يستحيل الحديث عن (حضارة إيرانية) قبل الإسلام، وهي طيلة أكثر من ألف عام، لم تترك اسم عالم واحد، ولا نصاً علمياً أو دينياً أو أدبياً، بل مجرد نتف من النقوش البسيطة، عكس الثقافة السريانية المسيحية العراقية التي تركت لنا مئات النصوص الدينية والموسوعية والأدبية، التي نتداولها حتى الآن.

ــ عن كتابة تاريخ الساسانيين من قبل العرب المسلمين، طالع:

ــ كريستنسن: / ص 46 ــ 60

كذلك: تاريخ الكنيسة السريانية ــ جزء أول ــ ص:67 ــ 70.

[17] ـ مثلا، من بين العديد من الحجج عن تأثير الفرس، ان الخليفة المأمون من (أم) فارسية. ولكن المصادر تؤكد انها من منطقة (Bādghīso: بادغیس) في افغانستان عند حدود تركمانستان لا يتكلمون الفارسية. واسمها(مراجل) وقد ماتت بعد الولادة. طالع مثلا ويكبيديا بالانكليزية: ( AL- Ma'mun).

[18] ـ مثلاً، إن اسرتي (البرامكة) و(بني سهل) المتنفذتين في بغداد، ما كانتا (فارستين)، بل في الأصل من (افغانستان ـ بلخ) و(تركمانستان ـ مرو)، ثم توطنوا في العراق وانجبوا ابنائهم في بغداد، حيث نشأوا واستعربوا وتعلموا واصبحوا من أهل البلاد.