الثنائية التكاملية وفلسفة(الين واليانغ) الصينية اساس الفكر الوسطي

سليم مطر ـ جنيف

الين واليان

 

الثنائية التكاملية أساس الفكر الوسطي

 في الوجود وفي الفكر ثمة نوعان من الثنائية:
ـ الثنائيات التناقضية(المتضادات): وهما الطرفان المتقابلان الذان في حالة صراع ومحاولة نفي كل منها للآخر: الخير والشر، السارق والمسروق، الجلاد والضحية، الغني والفقير، الحرب والسلام، الصحة والمرض، النار والماء، الشيطان والملاك، السيد والعبد، العسل والسم، الخصوبة والجفاف... الخ ..

ـ الثنانئيات التكاملية(المتجانسات): وهما الطرفان المتقابلان الذان في حالة توافق وتجانس، وان ديمومة كل منهما تعتمد على ديمومة الآخر: المرأة والرجل، الدولة والشعب، الليل والنهار،النار والهواء، العالي والواطي، السماء والارض، المدينة والريف، الحار والبارد، الانسان والطبيعة، الاسترخاء والنشاط، النوم واليقظة، الظاهر والباطن، العقل والعاطفة، البدن والروح، الواقع والخيال.. الخ

 (خير الامور اوسطها)               

ان الفكر الوسطي، ليس كلام عابر ونوايا حسنة، بل هو فكر عميق قائم على رؤية كاملة للوجود وتأصيل الحياة. مشكلة الانسان انه يميل عموما الى اعتبار ثنائيات الحياة متناقضة، اما خير او شر، اسود او ابيض، مع او ضد:

مع المدينة ام مع الريف؟ مع المرأة ام مع الرجل؟ مع الدين ام مع العلم؟  مع القومية ام مع الوطن؟ مع التراث والتاريخ ام مع الحداثة والمستقبل؟ مع الثورة والعنف ام مع السكوت والخنوع؟... والخ مما لا يحصى من الثنائيات التي قسمت شعبنا واحزابنا الى معسكرات متحاربة، كل منها مع طرف من الثنائية:

ـ العروبي يقدس الامة العربية ويعتبر أي اهتمام بالوطن هو ميل قطري خطير، والقومي الكردي مثله ولكن على الطرف الآخر تماما.

ـ الشيوعي فقد قدس الحداثة والعلم والعلمانية واعتبر أي اهتمام بالدين والتراث والتاريخ نوعا من التخلف والرجعية، بينما المتدين كان عكسه تماما..

ـ انصار المقاومة والثورة يقدسون العنف والقتال باسم مكافحة العدو الظالم، وعكسهم انصار التفاهم مع القوي فانهم يمارسون الخنوع والانتهازية والعمالة للظالم..

وهكذا دواليك من ثنائيات المواقف المتعارضة..

اما الوسطية، فهي تؤمن بأن اغلب ثنائيات الحياة هي (ثنائيات تكاملية وليس تناقضية). فالمرأة والرجل متكاملان واحدهما يكمل الآخر في الحياة، واي طرف ينقص يؤدي الى نقص الطرف الآخر بل غياب الحياة بكاملها.

الريف والمدينة كذلك يكمل بعضهما البعض، كذلك: العلم والدين/ القومية والوطنية/ التراث والحاضر/ الماضي والمستقبل/الديمقراطية والمركزية/ الحرية والمسؤولية..الخ..

اذن الوسطية تتجنب الوقوع في التطرف التبسيطي في(مع او ضد)، بل تعمل على ايجاد الحل الوسط العقلاني والواقعي الذي (يتوسط) ويجمع بين طرفي الثنائية، مثلا:

ـ  بالنسبة لثنائية (القومية أو الوطن)، فأنها ترفض التعصب القومي(العروبي والكردي مثلا) المنافي للوطن، كذلك ترفض التعصب الوطني الرافض للانتماء القومي. الوسطية تدعو الى الجمع بين الاعتزاز بالوطن ووحدته، مع احترام الخصوصيات القومية والمحلية ومنحها حقوقها المنسجمة مع الوحدة الوطنية. معتبرة (الهوية الوطنية) اشبه بالبحيرة التي تصب فيها روافد (الهويات الفرعية) القومية والدينية والمذهبية والمناطقية.

ـ بالنسبة لثنائية (الدين أو الحداثة)، فأنها ترفض التعصب الديني الطائفي والسلفي، وكذلك التعصب الحداثي العلماني الالحادي. فتدعو للجمع بين احترام الايمان الروحي والديني، مع تقبل الحداثة والانفتاح على التقدم.

ـ بالنسبة لثنائية (العنف او الخنوع) فأن الوسطية تدعو الى موقف صريح ومكافح ضد جميع الظلام مهما كانت قوتهم، ولكن دون اللجوء للعنف المسلح المدمر للجميع، بل بالكفاح الثقافي والعصيان الشعبي الطويل الامد..

ـ بالنسبة لثنائية (حرية المرأة أو حجبها)، فأن الوسطية ترفض حجر المرأة وحجبها على طريقة التعصب الديني، وكذلك ترفض المغالات الغربية الحداثية في تحرر المرأة وعريها وتحويلها الى ذكر.  الوسطية تدعو للجمع بين الاعتراف بانسانية المرأة وحقها بالمساوات القانونية والاجتماعية، وبنفس احترام خصوصيتها البدنية والنفسية الانثوية والامومية وتمايزها الطبيعي عن الرجل.

وهكذا دواليك، جميع ثنائيات الوجود والحياة..

طبعا يجب ان لا يفهم بأن الوسطية لا تؤمن بان هنالك (ثنائيات تناقضية) لا يمكن ابدا الجمع بينهما لانها قائمة على اساس الخير والشر: السلام والحرب، المحبة والقسوة، التسامح والتعصب، العدالة والظلم، الكرم والشحة، الاستغلال والمساوات، الديمقراطية والدكتاتورية... الخ ...

بهذه الحالة لا يوجد خيار وسطي ثالث بين الخير والشر، بل يتوجب الوقوف بصورة قاطعة مع الخير ضد الشر.

ولكن يتوجب التدقيق والبحث بعمق للتمييز بين(الثنائيات التناقضية) و(الثنائيات التكاملية). وهنا تكمن اهمية معرفة الفكر الوسطي للمساعدة في عملية التتمايز بين الثنائيات..

ن الوسطية تعني بكل بساطة : تجنب التعصب والتطرف في جميع مواقف الحياة، الاجتماعية والفكرية والدينية والسياسية، وحتى الفردية والنفسية.

ان الفكر الوسطي هو مستقبل الانسانية، لان تجارب كوارث التعصب الحداثي الغربي تدفع الى البحث عن الحلول الوسطى المعقولة من اجل تطوير حضارة انسانية واقعية.

واشد ما تكون امتنا العراقية واجيالنا الشابة بحاجة للفكر الوسطي من اجل التخلص من الانفصام والتطرف والتشرذم بين الثنائيات المهيمنة منذ اجيال طويلة.

 

عقيدة (الين واليانغ) جوهر عقائد الصين

في الصين هنالك ثلاث عقائد متداخلة مع بعضها البعض رغم تمايزها التاريخي والتفصيلي (الكونفوشيسية، والتاوية، والبوذية، بالاضافة الى الشيوعية في العصر الحديث.

ـ الكونفوشيسية تعالج علاقة الفرد بالمجتمع والدولة وتعلمه كيفية تطبيق النظام.  

ـ البوذية تعالج علاقة الانسان بذاته وخالق الكون.

ـ التاوية تعالج علاقة الانسان بالحياة والوجود بأجمعه، وكيفية خلق التناغم الكلي في داخل الانسان وفي خارجه حتى بلوغ (التاو) أي الانسجام الكلي.

انوثة وذكورة

جميع هذه العقائد رغم اختلافها، تشترك بتبني جوهر الايمان الصيني(الينع واليانغ، والتاو)، وحتى الشيوعية الصينية قد تبنتها بصورة تلقائية. يمكن اختصارها كالتالي:

ان الوجود بأجمعه، من كواكب واكوان وبشر وحيوان ونبات وجميع المواد وأعضاء الجسد والسماء والأرض والالوان وحتى الغذاء والدواء. يتكون من قوتين او طاقتين متكاملتين:  (ينغ و يانغ) ولفظها الصحيح هو(ینگ ـ یانگ)، مثال الكهرباء(السالب والموجب):

 ـ الـ(ينغ ـ طاقة الانوثة، المنفعلة السالبة الاستقبالية)، وتتمثل بـ: الليل، القمر، اللون الاسود والازرق، الارض، الشمال(البارد)، اليسار، الفراغ، السكون، العواطف، الاستقبال، التناقص، الاتجاه نحو الداخل، وهكذا دواليك جميع نواحي الوجود والحياة..

ـ الـ(يانغ ـ طاقة الذكورة، الفعالة الايجابية الاقتحامية)، وتتمثل بـ: النهار، الشمس، اللون الابيض والاحمر، السماء، الجنوب(الساخن)، اليمين، الامتلاء، الحركة، العقل، الاقتحام، الزيادة، الاتجاه نحو الخارج، وهكذا باقي نواحي الوجود والحياة..

من المهم جدا جدا، التأكيد على ان هذه (الثنائية تكاملية) وليست (تناقضية). بمعنى ان أي طرف منها لا يوجد الاّ مع الطرف الآخر. فليس هنالك ليل دون نهار، شهيق دون زفير، ذكر دون أنثى، عالي دون واطي، ساخن دون بارد.. إلخ؛ وكلٌّ منهما يحمل معه قدرة التحوُّل نحو الآخر. في داخل كل رجل هنالك نسبة من الانوثة:(العاطفة والحنان والانطواء الداخلي.. الخ) ولكن طبعا اقل من نسبة الذكورة:( العقل والصلابة والانطلاق نحو الخارج.. الخ). كذلك في كل إمرأة هنالك نسبة اقل من الذكورة. والانسان السوي، رجل ام إمرأة، من ينجح بالاعتراف بوجود الجانبين والتوازن بينهما.

                             الخير والشر في العقيدة الصينية 

الخير والشر

ان الحياة والوجود أجمعه في كفاح دائم من اجل تحقيق التوازن والانسجام ، أي (التاو) بين طاقتي الكون(الينغ الانوثة واليانغ الذكورة). (الخير والصحة والصفاء) في تحقيق التوازن بينهما، و(الشر والمرض والفوضى) في غلبة طاقة على الاخرى.  فمثلا ان وجود الذكور وحدهم، او الاناث وحدهن، هو الشر ونهاية التناسل، اما توزان الجنسين وانسجامهما، فيعني التزاوج والانجاب واستمرار الحياة. الأنثى وحدها هي الوحشة والجفاف، والذكر وحده هو السأم والموت، الانسجام والتوافق بين الاثنين هو الحب والخصب والحياة. بين الماضي والمستقبل هناك الحاضر، والحاضر هو الخير وهو الواقع، وهو الماضي والمستقبل بآن واحد. ان الشر لا يكمن في النار وحدها بل في الثلج أيضاً، أما الخير فيكمن في وسط النار والثلج، أي الماء الجاري من اتحادهما، وهو الارتواء والخصب وسر الحياة. البرد وحده هو الشر، كذلك الحرّ وحده هو الشر، والانسجام والتوسط بين الاثنين هو الدفء والراحة للانسان والطبيعة.

   ان مبدأ (التاو) اشبه بالنظارة التي يشاهد فيها الصيني جميع الموجودات، ويتعامل من خلالها مع جميع العقائد والاديان مهما كانت. وهذه بعض النماذج المعروفة عن تطبيقات وسطية (التاو):

ـ (الطب الصيني)، وهو من اهم مجالات التطبيق الانسجامي، فهو قائم على الفكرة البسيطة التالية:

medecine chinoise pharmacopee

ان جسم الانسان يحتوي على هاتين الطاقتين (اليان الحارة، والين الباردة). ان الصحة تعني التوازن بين هاتين الطاقتين، والمرض يعني الخلل في توازنهما. وتسري الثنائية ايضا على اعضاء الانسان. فجلده مثلا، يغلب عليه (يانغ) لأنه خارجي، وداخله (ينغ) وهكذا كل أعضائه. تُعتبَر أحشاء الإنسان المحمية من العوامل الخارجية أعضاء (ينغ)، بالمقارنة مع الجلد والعضلات التي تُعتبَر(يانغ). القدمين (ينغ) والذراعين (يانغ). كما تُصنَّف الأحشاء نفسها إلى أعضاء جوفاء، كالمعدة والامعاء والمثانة، التي تقوم بأعمال التحويل والتصريف، وتُعتبَر(يانغ)، وإلى أعضاء غير جوفاء، كالكبد والطحال والرئة، التي تقوم بأعمال التركيب والتخزين، وتُعتبَر( ينغ). كذلك هنالك مجاري (قنوات) لهاتين الطاقتين في جميع أنحاء الجسم، ولكل نوع منهما ثمة مراكز تحكم منتشرة في أنحاء البدن الخارجي.

الطب الصيني

11194

ان الأمراض ليست عدوا، بل  نداء داخلي يدعو الانسان لإصلاح تخلخل معين في بدنه ناتج عن تخلخل في حياته(الغذاء والبيئة والمحيط ..). يعاد هذا التوازن من خلال تحسين السلوك والبيئة والتغذية والرياضة والادوية العشبية والوخز بالابر. من اجل تحريك الطاقتين ودفعهما للتوازن من خلال تقليل الطاقة الزائدة وزيادة الطاقة الناقصة. فمثلا لو كان المرض بسبب زيادة في طاقة اليانغ الحارة، وقلة الينغ الباردة، فأن المريض عليه ان يستهلك اغذية واعشاب وتمارين تزيد طاقة الينغ (الباردة)، وتقليل طاقة اليانغ (الحارة). وهذه الطريقة تشبه كثيرا الطب العربي(الحار والبارد).  

SetRatioSize800600 Arte marcial Jodo 1

كذلك طبق مبدأ (الين واليان) على الكثير من مجالات الحياة، مثل رياضة المبارزة الصينية (كونفو)، وتمارين التوازن (تايچی کوین) و(كي كونغ). بل طبقت التاوية حتى على تنظيم سكن الانسان (فانگ تشو) حيث تبنى المدن والبيوت وتنظم دواخلها بصورة تحترم التوازن بين طاقتي الين واليان. فينصح مثلا ان يكون اتجاء الرأس عند النوم نحو الشمال والشرق، لأنه اتجاه (ين) يمنح الهدوء والخدر، أما وضعنا في العمل فيحسن ان نتجه نحو الجنوب والغرب لأنه اتجاه (يان) فعال ومنشط.

                                                                                    الفكر الوسطي

المجتمع الامثل

حسب علمنا، بأننا أول من استخدم (الثنائية الصينية) في علم الاجتماع (راجع الفصل الثاني من كتابنا ـ الذات الجريحة، الذي صدرت طبعته الاولى عام (1997). ان الثنائية التاوية قد استخدمت عادة في تحليل وضع الفرد الانساني وكذلك على الوجود الطبيعي والكوني، لكنها لم

 تستخدم في تحليل المجتمع الانساني، أي في (علم الاجتماع). وقد اطلقنا على طريقتنا هذه بالتحليل الاجتماعي (الفكر الوسطي).

لو اخذنا مثال عقائد الشرق واروبا، السماوية والقديمة، منذ بدء الحضارة وحتى الآن، فانها اعتمدت على (الثنائية التناقضية)، أي ان (قوة الخير) و(قوة الشر) متناقضتان لا شيء يجمع بينهما. دائما نطرح السؤال التالي: (ايهما احسن وايهما اسوء): الذكورة أم الانوثة، الليل أم النهار، العلم ام الدين، الدولة ام الشعب، الماضي ام المستقبل.. الخ .. ويتوجب عليك ان تكون مع طرف وضد طرف. ولا تفكر ابدا، بامكانية الجمع بينهما، من خلال التوازن وعقلنة الطرفين.

العقل الغربي

على عكس العقل الصيني، ان العقل الغربي (الاوربي الامريكي) قام على اساس (التناقض والصراع) بين ثنائيات الوجود: المادية والمثالية، العلم والدين، الطبيعة والتصنيع، الجمال والاحتشام، الرجولة والانوثة، الحرية الفردية والمسؤولية الجماعية، التراث والحداثة. وبلغ التطرف اقصاه في الايمان بان الحضارة الغربية الحديثة هي المقياس الوحيد لانسانية البشر اجمعين، وكل من يخالفها، فهو متخلف رجعي معاد للتقدم وللتحضر وللديمقراطية ولحقوق الانسان..

بناءاً على هذا فإن أي مجتمع لن يبلغ الاستقرار والأزدهار إلاّ بتوازن ثنائياته وتكاملها: الدولة والمجتمع، القوى السياسية والقوى المدنية، الدين والعلم، الانتاج والابتهاج، المدينة والريف.. ومن بين كل ثنائيات المجتمع، فإن ثنائية (المرأة والرجل) هي الأكثر أهمية، في جميع النواحي البيولوجية والروحية والتربوية والاقتصادية والسياسية. دائماً المجتمعات التي تعيش حالة عنف وتوتر وقمع هي المجتمعات التي يبلغ فيها تخلخل التوازن بين الرجل والمرأة حده الأقصى، حيث السيطرة الحاسمة لعناصر الذكورة ورموزها: الفحولة والأبوة والقوة والعمل والعقل الخالي من العواطف، والسلاح والحديد والجفاف والصراخ والفردية. نعم هذه كلها  ضرورية ومفيدة للمجتمع في حالة التخفيف منها ومزجها مع عناصر الأنوثة : الأمومة والليونة والراحة والعواطف والخضرة والرطوبة والهدوء والروح الجماعية.

ان المجتمع الأمثل هو الذي يحقق التوازن بين مكوناته الذكورية الأنوثية، في الدولة والادارة والقانون والدين والثقافة والتربية وجميع مكونات الحياة المادية والروحية.

الارهاب

مثلا، ان(العنف والقتل والارهاب) هو نتاج للتطرف في (اليانغ الذكورة)، لانه نتاج للتطرف والتعصب في (تقديس العقيدة ومشروع الخلاص المستقبلي، وهي يانغ ذكورية) باسم الدين او الحداثة او الشيوعية.  وبنفس الوقت هو احتقار والغاء لـ(الينغ الانوثة، أي الحاضر والحياة  المادية الواقعية). ان الحروب الاستعمارية وابادة الهنود الحمر واستعباد الملايين من الافارقة، تمت باسم مشروع وعقيدة (الحضارة الغربية وتخليص البشر من تخلفهم).  كذلك الشيوعيون في كمبوشيا قد ابادوا ربع سكان شعبهم، لتحقيق (مشروع وعقيدة) المجتمع الشيوعي الطاهر النقي. كذلك الارهابيين الاسلامييين(القاعدة وداعش) حللوا قتل البشر وتدمير الحياة من اجل تحقيق (مشروع وعقيدة) مجتمع السلف الصالح الطاهر.

ان (الخيار الوسطي ـ التاو) المطلوب في هذه الحالات المتطرفة، يكون بالجمع المتوازن بين الايمان بـ(فكرة الخلاص المستقبلي) مع الايمان بـ( الانسان والحياة الواقعية الحاضرة).    

                                                  التوفيقية والوسطية

التوفيقية والوسطية

كثيراً ما يساء فهمة(الوسطية) باعتبارها نوعاً من (التوفيقية) والنفعية المتغيرة. هنالك فرق كبير بينهما. (التوفيقية) هي محاولة الجمع بين النقيضين جنباً الى جنب والمناورة بالاعتماد على كل منهما. أما (الوسطية) فهي البحث عن الاعتدال بين موقفين يبدوان متنقاضين، مثل العلم والدين. ان  (التوفيقي

) يحاول أن يكون بنفس الوقت متديناً جداً وعلمياً جداً دون أي منطق مشترك يجمع بين الموضوعين. ينتقل من حالة التزمت الديني الى حالة التزمت العلمي حسب المزاج والظرف والمصلحة. أما (الوسطي) فانه يبحث عن المنطق الواحد الذي يجمع بين العلم والدين مع تشذيب كل منهما من جوانبه المتطرفة. أي أنه يؤمن بالقوة الالهية التي تقود الكون والحياة، كذلك يؤمن بأن العلم له قوانينه العقلانية، ولكن هنالك الغاز وعوامل غيبية غامضة تؤثر في الوجود والحياة، العلم عاجز حتى ألآن عن ادراك خفاياها، كما بينت مكتشفات( الفيزياء الكمية Physique quantique).

منهجي

ين يانغ مقارنة

لمزيد من المعلومات ابحث في الانترنت عن الكلمات التالية:

الينغ واليانغ/ الطب الصيني/ فينغ شيوي/ الرياضات الصينية

ـ الذات الجريحة / الفصل الاول / سليم مطر/ طبعات 1997 و2007